تواصلت أمس جلسات مؤتمر الحوار الوطني اليمني في العاصمة صنعاء، وسط تفاؤل بنجاحه استنادا إلى الأجواء الإيجابية التي هيأتها قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي، الأربعاء الماضي، والتي أسفرت عن إخراج أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من المشهد العسكري، إضافة إلى عدد آخر من خصومه. جاء ذلك في وقت تزايدت فيه المخاوف من عودة تنظيم القاعدة إلى بناء خلايا جديدة له في محافظة أبين جنوب البلاد، فيما اندلعت مواجهات في أحد المعسكرات بمحافظة تعز شمال مدينة عدن.

ومع الدقائق الأولى من جلسة أمس، نفذ عدد من أعضاء المؤتمر وقفة احتجاجية في البهو الرئيس لفندق موفمبيك، الذي تعقد فيه فرق العمل جلساتها لمطالبة الرئيس هادي بتنفيذ النقاط العشرين، التي رفعتها إليه قبل عدة أشهر اللجنة الفنية للمؤتمر، من بينها الاعتذار للجنوب عن الحروب التي خاضها نظام الرئيس السابق ضد الجنوبيين، وإدانة الفتاوى الدينية التي صدرت أثناء وقبل الحرب، والتي أهدرت دماء سكان الجنوب باعتبارهم "حماة للمرتدين عن الوحدة"، بحسب تفسيرات الفتاوى في تلك الفترة.

ورفع المحتجون لافتات دعت الرئيس هادي للإسراع بتنفيذ ما ورد في النقاط العشرين، باعتبارها مدخلا أساسيا لنجاح المؤتمر، وضمانة لحوار جاد ومسؤول يلبي مطالب الجميع ويستوعب قضاياهم.

وكان المؤتمر انتهى من عقد جلسة عامة استمرت أسبوعين، لتمكين فرق العمل التسع من دراسة القضايا التي ستقوم كل لجنة بمناقشتها، خاصة قضية صعدة، واللجنة الأخيرة لم تتمكن من الاتفاق على هيئة لرئاستها بعد أن رفض ممثلو بعض الأحزاب التوافق على امرأة لرئاسة اللجنة وهي نبيلة الزبير.

في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، خلال اجتماع موسع لقيادات الجيش، أنه سيتم توحيد الملابس العسكرية لمنتسبي القوات المسلحة ابتداء من مايو المقبل، لاستكمال العمل والتحديث والتطوير للقوات المسلحة وفقا للهيكل التنظيمي الجديد. كما أشار إلى أن عملية الاستلام والتسليم ستتم بصورة دقيقة، كونها تؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ القوات المسلحة.

من ناحية أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة أمس في اللواء "22 مدرع" الواقع بمدينة تعز، جنوب العاصمة صنعاء، بين موالين لقائده العميد محمد البخيتي، وجنود من منتسبي اللواء قاموا بطرده في وقت سابق. ووصلت لجنة وساطة لتهدئة الموقف خاصة بعد أن تم تدمير إحدى دبابات اللواء في المواجهات بين الطرفين، عندما حاولت ثلاث عربات مدرعة تابعة للبخيتي، الصعود إلى منطقة جبلية في المعسكر يتحصن فيها جنود معارضون له من أجل السيطرة على ذلك الموقع، قبل أن يرد عليه الجنود بالقصف بسلاح ثقيل.