إن اختيار المملكة العربية السعودية ضيف شرف معرض بكين الدولي للكتاب هذا العام في دورته العشرين، يعد أحد المكاسب المضافة، والتي تنضم إلى قائمة المكاسب التي حصلت عليها الإنجازات السعودية منذ القدم وخصوصا في المعارض والتراث، حيث إنها اختيرت ضيف شرف كأول دولة عربية إسلامية، في معرض بكين، إضافة إلى اختيارها في عدد من المعارض الدولية للكتاب كمعرض طوكيو وبراغ وسيئول.

إن هذا الإنجاز يعد حدثا ثقافيا مهما للسعودية وللحركة الثقافية السعودية بما فيهم المبدعون الذين شاركوا في هذا التألق الثقافي في المجالات الإبداعية كافة، من رواية وفن تشكيلي وكتب وإصدارات للأطفال إلى غيرها من المجالات الأخرى في الإدارة والاقتصاد والترجمة.

وهذا الدور ينبغي الاحتفاء به، على مستوى عالٍ، لا سيما وأنه يضع المملكة تحت مجهر خمس سكان العالم، في دولة تمتاز بحضارة عريقة كالصين.

هذا الدور، ينبغي كذلك أن تكون جذوره ممتدة في الملحقيات الثقافية السعودية المنتشرة في البلدان الأجنبية، التي ينبغي لها تكثيف جهودها، وحرصها على نقل الثقافة السعودية لتلك البلدان، إضافة إلى دور وزارة التعليم العالي ممثلة بوزيرها الرائد لدعم الحركة الثقافية ودعم حركة الترجمة، حتى تطلع عليها شعوب العالم.

أخيراً، تلك المجهودات لا ينبغي أن تكون وقتية، أو بحجم المشاركة فقط، وإنما يجب أن تكون دائمة ومستمرة، والأهم من ذلك أن تكون فعالة، وناقلة حقيقية لصورة المملكة أمام الآخرين، ولا يكتفى بعرض التراث، وبضعة كتب مترجمة، بل نتمنى أن تعود الأيام الثقافية، التي كانت تعقد إبان فترة الثمانينات، ويشارك فيها كل أطياف الأدب، والفنون، بل وحتى الرياضة، والتي كانت تعكس الوجه المشرق للمملكة، وتنقل حضارتها وتراثها بصورة جمالية، لم تكتف فقط بعرضها للآخرين وتعريفهم بها، بل إنها حفرت في ذاكرة السعوديين في تلك الحقبة، وتعرفوا على ألوان موجودة تمتاز بها كل منطقة عن الأخرى، وبقيت في سجلات التاريخ.