بسهولة تكسب حب الناس، وبسهولة أكثر تنال كرههم، وبسرعة تخسر الحب إن لم تحافظ عليه، ولن تخسر الكره إلا ببطء.. ورصيدك من حب الناس سيزيد دون جهد.. والعكس صحيح.

وزارة التربية والتعليم.. تحاول كسب حب الأطفال ببرامج تمهيدية، إلا أن بعض المدارس تفشل في تنفيذ مشروع الحب مع الأطفال، وإن كان ذلك بغير قصد.

حملة كراهية جديدة تبدأ غداً.. لتزيد أعداد كارهي "الدارسة"، وستعاني منها وزارة التربية 12 عاما جديداً.

غداً سيدخل 300 ألف طفل إلى الأول الابتدائي في المدارس.. وربما يصدم الكثيرون منهم ببيئة تعليمية طاردة.. وربما تتحطم كل أحلامهم بأن يجدوا شيئا مما يرونه في "التلفزيون".. ولن ينفع الأسبوع التمهيدي في كسب ود الأطفال؛ لأن "بعض" البرامج والأنشطة على "الورق" وليست في "الواقع"..آو ليس بينهما تطابق.

لا أشك أن من يعايش الطلاب.. لن يلوم طفلا لا يحب المدرسة، ولن يقتنع بأن وزارة التربية والتعليم تدفع المليارات للتغيير والتطوير في المناهج رغم أنها حقيقة الوزارة.

غدا ستبدأ الدراسة.. ولن يكون في المدارس عمل كبير سوى توزيع الكتب والبرنامج التمهيدي لطلاب الأول الابتدائي واستقبال الطلاب، وحتى لو شددت الوزارة على ضرورة بدء الدراسة من اليوم الأول، فلن تبدأ الدراسة؛ فالكثير من الطلاب لن يحضروا إلى المدارس، لأنهم مقتنعون بأن هذا الأسبوع من بقايا الإجازة.

مدير التعليم الذكي الذي يريد لإدارته أن تثمر، هو من يستغل الفرص التي تأتي بلا موعد.. وهذا الأسبوع أحسن فرصة لتستغله إدارات التربية والتعليم بزيارة دورات المياه الخاصة بالطلاب والمقصف المدرسي والفصول، لتدرك لماذا الأطفال لا يحبون المدرسة، ولتعلم أن الطالب يفتقد الحاجات الضرورية في المدرسة، لذلك هو يهرب منها بأي عذر.. فالملاعب الترابية في الحواري أفضل من ملاعب المدارس، وبقالات الأحياء أحسن من المقصف، فهي لا تجبره على أغذية محددة حسب مزاج المستثمر.

(بين قوسين)

تصرف بعض إدارات التربية والتعليم توحي بأنها لا تهتم بالطالب ولا بالمعلم، بل تفكر فقط في إقناع الإعلام ببدء الدراسة من أول يوم.. ولن يكون ذلك بخبر صحفي يتكرر في بداية كل عام.