يحكى أن أبا جعفر الطحاوي، كان يطلب العلم عند خاله وشيخه أبي إبراهيم المزني، قال له: والله لا جاء منك شيء، بمعنى ليس منك فائدة، قام الطحاوي غاضبا مستنكرا هذا الوصف من شيخه، فلم يصدق ما قاله عنه أستاذه، بل رحل إلى غيره من العلماء، أخذ يطلب العلم ويتفقه، حتى انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر، ولقب بالعلامة والحافظ الكبير.

قرأت هذه القصة، وكنت أتأمل كيف أن الطحاوي كان متفائلا واثقا بنفسه، يعيش الأمل بداخله متحديا العقبات، وكانت النتيجة أن رفض الاستسلام عندما وجهت إليه كلمات مثبطة، فبدل أن يقع ضحية لليأس كما يفعل الآخرون، نهض بكل شجاعة وذهب إلى غيره من العلماء.

نكافح في هذه الحياة ونجاهد ونسابق أنفسنا عسى أن نغير، فلا يحدث شيء مما نريد، والسبب بكل بساطة أننا استعجلنا النتائج، ولو فكرنا قليلا لوجدنا أن الفترة التي نقوم خلالها بالتغيير والسعي لتحقيق أهدافنا، حتى لو طالت تلك الفترة فإننا سنحيا بسعادة، فرفضنا للاستسلام وتمسكنا بالأمل من أقوى الأسباب التي تحيي أرواحنا تلك التي تسقي قلوبنا فتتقوى أجسادنا على القيام من جديد. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان يعجبه الفأل.

ومضة..

تأمل فيما حولك، واترك ما خلفك، دائما، انظر أمامك حتما ستجد هدفك، حاول أن تسعى لتحقيقه ولا تتوقف عن ذلك مهما كلفك الأمر.