أبدت مصادر فلسطينية خيبة أملها من لجوء وزير الخارجية الأميركي جون كيري للإجراءات الاقتصادية بديلا عن المسار السياسي في مهمته الحالية للتقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال مسؤول فلسطيني لـ"الوطن" أمس: "قلت لكيري إن المطلوب هو العمل على إزالة العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام التنمية بالأراضي الفلسطينية بالتوازي مع العمل الحثيث لحل سياسي أساسه حل الدولتين على أساس دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس ووقف الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية والإفراج عن المعتقلين". وأضاف "أكدت له أنه إذا ما أريد خلق أجواء ملائمة فإن المطلوب هو وقف الاجتياحات الإسرائيلية للمناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية المعروفة بالمناطق (أ) ووقف الهدم والاستيطان في المناطق (ج) التي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية، وتمكين الفلسطينيين من تنمية تلك المناطق".
وفيما رفضت الحكومة الإسرائيلية خطة كيري الاقتصادية، يتوقع أن يعلن كيري فور عودته للولايات المتحدة الأسبوع القادم رزمة مشاريع اقتصادية كبرى سيتم تنفيذها في الضفة الغربية.
وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنها توجد حاليا "نافذة" لاستئناف عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وذلك في ختام محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالبيت الأبيض الخميس. وقال أوباما "تحدثنا عن السلام في الشرق الأوسط حيث توجد على الأقل نافذة مفتوحة الآن بالنسبة للإسرائيليين أو للفلسطينيين للعودة إلى طاولة" المفاوضات. وأضاف "فكرنا بالطريقة التي يمكن للولايات المتحدة بوصفها صديقا صلبا لإسرائيل ومؤيدة لقيام دولة فلسطينية، أن تعمل من خلالها مع الأمم المتحدة والهيئات المتعددة الجنسية في محاولة لإحراز تقدم في عملية السلام هذه".
من جهة أخرى، قالت مصادر فلسطينية إن عددا كبيرا من وزراء الخارجية الأجانب أجروا اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لثنيه عن المضي قدما في استقالته من منصبه. وعلمت "الوطن" أن جهودا حثيثة تجري حاليا للتقريب بين فياض والرئيس محمود عباس لتجاوز الأزمة الحالية.
إلى ذلك اعتبر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة النائب جمال الخضري أن "قرار إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم أمس لمدة أربعة ساعات بعد إغلاقه لمدة أربعة أيام غير كاف، وذر للرماد في العيون". وأعلن الجيش الإسرائيلي فتح معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) لإدخال البضائع إلى غزة لمدة 4 ساعات أمس بعد إغلاقه لمدة 4 أيام عقابا على إطلاق قذائف صاروخية من غزة على أهداف إسرائيلية. وأكد الخضري "تواصل اللجنة الشعبية مع كافة المؤسسات والجهات الأممية والدولية لإطلاعها على صورة الواقع المرير في غزة والعمل على رفع الحصار، مطالبا العالم والمجتمع الدولي بضرورة الضغط على إسرائيل لرفع الحصار وفتح المعابر ومحاسبتها لممارستها بحق غزة باعتبار ذلك أحد أشكال العقوبة الجماعية.
على صعيد آخر ذكر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مسؤول ملف الحوار فيها عزام الأحمد، أن حركة حماس طلبت من حركته الانتظار حتى نهاية الشهر الجاري لترتيب الأمور في الحركة بعد انتهاء انتخابات المكتب السياسي لها مؤخرا. وأشار إلى أنه علم من المسؤولين المصريين أنه سيتم قريبا التشاور مع حماس وفتح، بشأن الجداول الزمنية لتطبيق اتفاق المصالحة وتحديدا موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس.