يعدّ طريق الخليج "الدولي" في الأحساء، خاصة الجزء الرابط بين مدينة الهفوف ومركز سلوى الحدودي التابعين للأحساء، سوقا رائجة لصناعة وصيانة البيوت المتنقلة "الكرفانات" على مدار العام، وتنشط أعمال صيانة تلك "البيوت" في الأوقات التي تسبق فصلي الشتاء والربيع، بغرض الاستفادة منها في الرحلات البرية، والتي عادة ما يفضل الكثير استخدامها في أوقات التنزه ورحلات البر.

ولا تقتصر زبائن هذه الورش على المواطنين السعوديين، بل تمتد للكثير من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة مواطني دولتي قطر والإمارات العربية المتحدة على خلفية الأسعار المناسبة المرتبطة بجودة الصناعة.

وأبان عاملون في قطاع صناعة وصيانة "البيوت المتنقلة" في الأحساء خلال أحاديثهم إلى "الوطن" أمس، أن هذا القطاع الصناعي، أخذ في النمو كأحد القطاعات الصناعية التي يزداد عليها الطلب في المحافظة، ويتركز وجودها في أطراف وهجر الأحساء، فهناك أعداد كبيرة منها على طريق الخليج الدولي، إضافة إلى طريق هجرتي أمتالع وعريعرة.

وأشار راشد المري "مالك ورشة لصناعة الكرفانات" إلى أن ورش ومصانع طريق الخليج "الدولي"، اكتسبت شهرة في صناعة "الكرفانات" المتحركة على مستوى دول الخليج، ويتوقع خلال الفترة القادمة، أن يشهد الطريق المزيد من الورش المتخصصة في صناعة وصيانة "الكرفانات"، لتلبية الاحتياجات المتزايدة على الكرفانات وخدماتها المختلفة من صناعة وصيانة واستبدال الأثاث. وقال إن الطلبات في تزايد مستمر على البيوت المتنقلة ذات التصاميم الحديثة الفندقية على حد قوله، لا سيما مع حرص الكثير على التنزه والخروج إلى الصحاري والمواقع الخلوية، وتحول اهتمامات الكثير من المتنزهين من داخل المنتجعات والاستراحات الزراعية إلى التنزه في البراري بأطراف الأحساء وبالأخص في المدة التي تشهد فيها الأحساء اعتدالا في الطقس وهطولا للأمطار الخفيفة، ولفت إلى أن أسعارها تبدأ من 10 آلاف ريال لتصل إلى 200 ألف ريال للتصاميم الفاخرة، ويستغرق إنجازه أكثر من 60 يوما، مبينا أن بعض التصاميم تحتوي على مجلس فقط، والبعض الآخر على مجلس وغرفة استراحة ودورات مياه ومطبخ، والبعض الآخر تضم جلسة في أعلى الكرفان، بجانب تخصيص مواقع لتخزين المياه والمواد الغذائية والمولد الكهربائي. وأشار إلى أنه يجب مراعاة عرض "الكرفان"، بحيث يتوافق مع مسارات الطرق في المواد التي يتوقع التنقل فيها حتى لا تتسبب في مضايقة عابري تلك الطرق، ويختلف طول "الكرفان" تبعا لطلبات الزبون.

وأضاف المري، أن المواد المستخدمة لصناعة "الكرفانات" المحلية، هي الحديد والفيبرجلاس والمواد العازلة للحرارة والمياه بجانب الأسلاك للتمديدات الكهربائية وبعض المواسير للتمديدات المائية وعجلات ذات متانة يسمح لها بالسير في الطرقات الأسفلتية، وكذلك في الكثبان الرملية والأخشاب والإنارة وخزان للمياه وآخر للتصريف، مؤكدا على ضرورة توفير اشتراطات السلامة والأمان فيها.

من جهته، أبان ساري محمد "عامل آسيوي في ورشة" أنه وزملاؤه في الورشة، لديهم استعدادات كبيرة لصناعة "الكرفانات" حسب اختيار الزبون، مبينا أن ورشتهم تشهد تزايدا ملحوظا من الزبائن الراغبين في صيانة كرفاناتهم خلال الإجازات السنوية والعطل الأسبوعية؛ استعدادا للخروج بها، بجانب حرص البعض على تغيير أثاث الكرفان من الداخل بين مدة وأخرى وطلائه من الخارج.

وأضاف أن بعض الورش تشتري من الزبون "الكرفانات" القديمة، وتقوم هذه الورش بصيانتها واستبدال أثاثها وبيعها مرة أخرى، والبعض الآخر من الورش، يعرض مجموعة من الكرفانات للإيجار اليومي، وهي تختلف حسب نموذج الكرفان ليصل سعر الكرفان إلى 500 ريال لليوم الواحد، إذ يتولى صاحبها إيصالها إلى الموقع، بيد أنه أشار إلى أن هناك قلة في الوقت الحالي لكرفانات الإيجارات اليومية.

وذكر ناصر العتيبي "زبون" أن هذه الكرفانات لا يقتصر استخدامها كمنازل متنقلة للبدو الرحل، الذين يتابعون أملاكهم من المواشي والإبل في المناطق الصحراوية، والانتقال بها من موقع إلى آخر تبعا للمرعى المناسب لمواشيهم، بل أصبحت عنصرا رئيسيا في كثير من الرحلات البرية للحضر.

وقال إن هذه الكرفانات تعمل على تشجيع السياحة البرية، لا سيما وأن الأحساء بها الكثير من المواقع البرية الجديرة بالزيارة وقضاء ساعات من النهار والليل فيها.