اعترف الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف لأول مرة بتوقيعه اتفاقية سرية مع الولايات المتحدة سمح بموجبها لأميركا بشن هجمات بطائرات دون طيار "درون" على أهداف محددة ومعزولة عن المدنيين بمنطقة القبائل الباكستانية. وأنكر مشرف من قبل وجود أية اتفاقية سرية مع أميركا حول هذا الموضوع، كما أنكر رئيس أركان الجيش الحالي الجنرال إشفاق كياني، ونفاها أيضا وزير الداخلية السابق رحمن ملك.
وكانت "ويكيليكس" نشرت برقيات سرية للسفيرة الأميركية السابقة في إسلام أباد آن باترسون، كشفت عن مباحثات مع كبار المسؤولين الباكستانيين حول هذه الحملات. فقد أعلنت باترسون أنها بحثت عام 2008 مع رئيس الوزراء السابق يوسف رضا جيلاني ووزير الداخلية رحمن ملك، هذه القضية، ووافق على استمرارها قائلا "سنحتج على تلك الهجمات في الجمعية الوطنية ثم سنتجاهل ذلك". كما ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز هذه القضية مع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في يونيو 2009، بوجود باترسون، حيث طلب زرداري أن يتولى الجيش الباكستاني هذه المهمة، وبذلك ستتجنب أميركا حملة الكراهية ضدها من جراء قيامها بهجمات درون.
كما كشفت باترسون في برقية أخرى في سبتمبر سنة 2009 عن موافقة الجيش الباكستاني لأول مرة على نشر قوات أميركية خاصة لمساعدة العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش ضد التمرد في منطقة القبائل. وأوصت باترسون بضرورة المحافظة على سرية المعلومة لأنها في حال تسربها فإنها ستجبر الجيش على عدم التعاون العسكري مع أميركا في المستقبل.