بعيدا عن جدلية التنمية والديمقراطية.. أيهما أهم.. أيهما يهيئ الأرضية للآخر.. أيهما يأتي أولاً.. التنمية قبل الديمقراطية.. أم الديمقراطية قبل التنمية.. بعيداً عن ذلك أقول: لا (وجود) للتنمية دون الأمن، ولا (قيمة) للديمقراطية دون الأمن. نتفق على الأمن أولا.. ولنختلف إثر ذلك كيفما نشاء..

الأمن هو الركيزة الأساس لكل عمل.. لا حياة ولا تنمية ولا نهضة ولا فكر ولا حريات ولا اقتصاد ولا تعليم ولا معرفة ولا ديمقراطية خارج إطار الأمن. شوارد الأمثلة اليوم أكثر مما لدينا سابقاً. لا يستطيع المواطن المصري أن يتنقل من طرف القاهرة إلى طرفها.. بل لا يستطيع أن يعبر 6 أكتوبر نحو الضفة المقابلة. لا يستطيع المواطن السوري أن يسير من ساحة المرجة إلى مساكن برزة. لا يستطيع المواطن العراقي أن يتنقل بين الكاظمية والمنصور داخل بغداد. لا يستطيع المواطن اليمني أن يتنقل من صنعاء إلى عدن. وتستطيع أن تستحضر ما تشاء من الأمثلة في تونس وليبيا والصومال وغيرها!

حينما ينفرط عقد الأمن فلا معنى للحياة.. مطلقاً لا معنى لها.. في بلادنا نختلف حول العديد من القضايا.. لكننا نتفق على نعمة الأمن ووجوب المحافظة عليها. اليوم يستطيع المواطن السعودي -بفضل الله عز وجل- أن يقود سيارته بمفرده من الخفجي في أقصى الشمال الشرقي حتى يصل إلى نجران في أقصى الجنوب، بعد أن يكون قد قطع آلاف الكيلومترات، دون أن يحمل سلاحه ودون أن يخشى شيئا -برعاية الله- سوى انقطاع وقود سيارته أو تعطلها.. أليست هذه نعمة تستوجب الشكر؟ أليست هذه نعمة تستوجب المحافظة عليها؟!

ما يجب على الجميع فهمه وإدراكه أن بيننا اليوم من يتمنى تلك اللحظة التي ينفرط فيها عقد الأمن، ذلك لأن أحلامه وطموحاته لا يمكن لها أن تتحقق دون فوضى!