بمجرد ذكرك لشارع الشيخ جابر الصباح بالرياض، يذهب بك التفكير للحظات إلى عشوائية مرورية، وفوضى تنظيمية تضرب جانبيه، ومخالفات ومواقف مخجلة يفتعلها سالكوه، واستهتار بعض الشباب في التقيد بالقواعد المرورية، كارتكاب المخالفات وقطع الإشارات أمام أعين المرور دون أن يحرك ساكنا مع غياب تنظيم حركة السير.. تلك المواقف التي تحدث ما هي إلا جزء لا يتجزأ من ممارسات كثيرة خاطئة، تحدث بشكل يومي ومتكرر وتمر دون عقاب رادع لمرتكبيها، من المستهترين بالسلامة المرورية الذين يتسببون في إيذاء أنفسهم والآخرين. ويتكرر بشكل مستمر عدد من المخالفات بشارع جابر، أبرزها اعتلاء الأرصفة بالمركبات والسير عليها، حيث يتجاوز سائقوها بذلك السيارات التي تقف خلف الإشارات، والتي تنتظر أن تأذن لها بالمسير، مع العلم أن مرتكبي تلك الممارسات هم من فئات عمرية متعددة، مما يدل على استهتارهم بالأنظمة المرورية وتجاهلهم العقاب الرادع الذي سيحل بهم.
ولم يسجل الراصد أو العسكري الإلكتروني "ساهر"، حضورا لافتا في ذلك الموقع، كما يسجله في الأحياء والشوارع الأخرى، مما أدى إلى إعطاء قائد المركبة حرية التصرف أثناء القيادة بمجرد دخوله لطريق جابر، فينطلق مسابقا بذلك الريح للوصول إلى أصحابه في الاستراحات أو المقاهي التي توجد هناك، معرضا في الوقت نفسه حياته وحياة الآخرين للخطر.
وتغيب عن معظم سالكي الطريق ثقافة التعامل والسير مع الدوارات الموجودة في الطريق، فلا قواعد متبعة، مما يؤدي إلى التزاحم وافتعال المشاكل بين قائدي المركبات، وتجاوز الدوار فقط لمن كان الأقوى والأجرأ، وكذلك من يمتلك مركبة تؤهلة لإخافة الآخرين، وذلك عملا بثقافة غريبة لا توجد إلا في ذلك الطريق، ضاربين بذلك مراعاة أفضلية السير لمن كان في الدوار بعرض الحائط.
وأدى قطع الإشارات المثبتة على طريق جابر إلى غياب هيبة المرور هناك من قبل المخالفين، وأمام أعين رجال المرور دون أن يحركوا ساكنا أو يحاولوا إيقافهم، وكأن هذا الأمر أصبح طبيعيا لديهم ولا يستدعي تحرير مخالفة بحق هؤلاء العابثين بأرواح الآخرين، الذين لم يحترموا القواعد والأنظمة ولم يراعوا حقوق وآداب الطريق. ويندرج في السياق ذاته الجدار الأمني الذي يوضع على الدوارات، والذي يغلق على قائدي المركبات الالتفاف حوله في أوقات المناسبات أو أثناء الازدحام الذي يحدث في أيام إجازة نهاية الأسبوع، مما يتسبب في إثارة الفوضى والعشوائية بسبب هذا الإغلاق الذي يعتبره المارة بلا مبرر، سوى إثبات عجزهم في احتواء الفوضى التي يعج بها طريق جابر دون القدرة على إيقافها بشكل كامل. وتعكس الفوضى المرورية والعشوائية، غياب ثقافة القيادة واحترام القوانين المرورية التي تختفي بمجرد اختفاء الرقابة والأنظمة، وذلك ليس إيمانا منهم بأهمية السلامة بقدر ما هو خوف غالبية قائدي المركبات من العقاب الرادع، مما يستدعي بذل الجهود لتوعيتهم بضرورة الاهتمام ومراعاة السلامة، ومنع الممارسات العشوائية التي تشوه الوجه الحضاري للمدينة والبلد.