تصدرت قضية تسليح المعارضة السورية اجتماعات وزراء خارجية مجموعة الثماني في لندن أمس. وبعد لقاء على العشاء مساء الأربعاء يجتمع وزراء الدول الأكثر ثراء من جديد الخميس للتشاور بشأن التجربة الصاروخية المحتمل أن تقوم بها كوريا الشمالية. والتقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالفعل نظيريه الروسي والياباني لمناقشة تطورات الوضع. ويرى وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أن بيونغ يانغ "تعبث بخط خطير".
وكانت المعارضة السورية سعت من جديد أول من أمس إلى إقناع الولايات المتحدة بتزويدها بالسلاح وهي الدعوة التي تزامنت مع إعلان "جبهة النصرة" الإسلامية التي تقاتل النظام السوري، الأربعاء مبايعتها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. إلا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي تقدم بلاده مساعدة إنسانية ضخمة للمعارضة لا تتضمن أسلحة قاتلة "لم يعد بأي شيء" كما صرح مسؤول في وزارته.
وسئل المتحدث باسم الخارجية الأميركية باتريك فنتريل عن البيان الذي نسب إلى الجيش الحر والذي أعلن فيه رفضه لوجود رئيس الوزراء غسان هتو الذي اختاره معارضون لرئاسة حكومة مؤقتة على الأراضي المحررة في سورية، فقال "لم أشهد هذا البيان. إن رئيس الوزراء هتو هو شخص عملنا معه في السابق وأعتقد أنه كانت هناك مواقف إيجابية سابقة من الجيش الحر. ولذا فإنني لا أعرف من هو الشخص الذي يقف وراء البيان أو من يمكن أن يكون قد قال شيئا إيجابيا أو سلبيا. ولكن ما رأيناه كان بيانات إيجابية من قيادات الجيش الحر في السابق". وكان هيتو قد أعلن عن اعتزامه الانتقال إلى موقع قريب من الحدود التركية – السورية دون أن يحدد ما إذا كان على الأراضي السورية أو خارجها. وتناقلت أجهزة الإعلام الأميركية البيان المنسوب إلى الجيش الحر باعتباره مقدمة لمتاعب متوقعة يمكن أن تتسبب فيها خلافات المعارضة السورية.
في غضون ذلك تناولت أجهزة الإعلام الأميركية بصورة مفصلة أنباء توحد جبهة النصرة في شمال سورية مع منظمة القاعدة في العراق. وقال المسؤول السابق في المخابرات المركزية الأميركية بروس ريدل إن جبهة النصرة تشكل بتوجهها الحالي تهديدا للشرق الأوسط برمته. وأضاف ريدل "جبهة النصرة هي فرع القاعدة الأسرع نموا في العالم الآن. وقد التحقت بالقاعدة في وقت ضعف عام للمنظمة ككل. وبينما تهدف الجبهة الآن إلى إسقاط الأسد فإنها سترمي غدا إلى مهاجمة الولايات المتحدة وأصدقائها في الشرق الأوسط".