يصل الرئيس السوداني عمر البشير اليوم إلى جوبا عاصمة جنوب السودان في زيارة وصفتها مصادر مطلعة بأنها "تاريخية"، لاسيما وأنها الأولى للرئيس السوداني عقب انفصال الجنوب. وتأتي الزيارة عقب تحسن العلاقات بين البلدين في أعقاب توقيع الاتفاق الأمني بينهما بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال شهر مارس الماضي. وكانت إشاعات قد سرت في العاصمة السودانية الخرطوم بتأجيل الزيارة بعد نشوب مخاوف من تعرض البشير إلى مخاطر أمنية واحتمال اعتقاله وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية التي تطارده بمذكرة توقيف على خلفية الحرب الدائرة في دارفور، إلا أن حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في الخرطوم قطع أمس بعدم تأجيل الزيارة. وأوضح القيادي بالحزب ربيع عبد العاطي في تصريحات لـ"الوطن" أن الزيارة تأتي في إطار تسوية القضايا العالقة في ملفات الاتفاق الأمني الموقّع بين الدولتين، بجانب إعادة الثقة لمسيرة السلام بين الطرفين، منوهاً إلى أن الخرطوم وجوبا في أمس الحاجة للثقة والسلام والاستقرار في العلاقات.

من جهة أخرى وجَّه البرلمان السوداني انتقادات غير مسبوقة لوزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين، بسبب التردي الأمني في إقليم دارفور. ودعا النواب إلى رفع مقدرة الجيش وتمكينه من القيام بواجباته على الوجه الأكمل. وكان حسين قد اعترف للمرة الأولى بسقوط بلدتي "مهاجرية" و"لبدو" في أيدي المتمردين. وعزا سقوط البلدتين لانشغال الجيش بمهام قوات الشرطة في تأمين وصول الوقود والغذاء للمدن في دارفور بعد أن فشلت في ذلك. مشيراً إلى وجود مخطط للمتمردين للهجوم على كبرى مدن الإقليم. وتعهد باستعادة البلدتين خلال أيام، وقال إن الجيش على مقربة منهما لخوض معركة فاصلة، وأكد أن قواته ستردع المتمردين بقوة. واتهم الوزير الحركات المسلحة بالسعي لزعزعة الاستقرار في ولايات دارفور بعد أن تم إبعادها من دولة الجنوب، مشيراً إلى أنها اضطرت إلى اللجوء لعمليات النهب والسلب لتأمين الوقود والمؤن من مناطق دارفور.

على صعيد آخر، تم الإفراج في الخرطوم أمس، عن أربعة معارضين سودانيين وفق ما أعلن حزبهم، مما يرفع عدد السجناء السياسيين إلى 11، الذين أطلق سراحهم منذ إعلان عفو رئاسي في الأول من أبريل. وقال حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي، إن السجناء الأربعة كانوا معتقلين منذ ثمانية أعوام، بعدما حكم عليهم بالسجن 15 عاما بتهمة التآمر لتنفيذ "انقلاب" يعود إلى العام 2003. وقال كمال عمر، مسؤول الشؤون السياسية في الحزب، إن المعارضين الأربعة كان قد أفرج عنهم قبل شهرين في ضوء إجراء منفصل اتخذه الرئيس السوداني، لكن المخابرات السودانية أوقفتهم مجددا. وهم: موسى إسحق، وإبراهيم آدم، وعلي أحمد، وعبدالحليم آدم.