اضطربت وساءت علاقتنا مع النوم.. أصبحت علاقة معقدة.. كانت المؤشرات في السابق غير واضحة.. لكنها اليوم أشد وضوحا.. وسائل التقنية الحديثة تبرهن أن عددا هائلا من السكان أصبحوا "سهارى"!

في "تويتر" يلفت نظري دعاة كبار وأكاديميون يغردون عند منتصف الليل، وبعد منتصف الليل، إلى ما قبل الفجر.. متى ينام هؤلاء؟!

في الهواتف الذكية تكشف خدمة "الواتس أب" أن حالة أعداد ضخمة من الشعب بعد منتصف الليل هي "متصل".. أيضا: متى ينام هؤلاء؟!

هذه القضية تؤرقني فعلا.. سبق أن تحدثت عنها هنا، ولا أعرف السر.. هذه ظاهرة مخالفة لنواميس الكون، وطبيعة الحياة - "وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا" - كل الذي أعرفه وأسمعه أن المجتمع لم يكن يعرف السهر إلى هذه الساعات المتأخرة..

بل حتى في أدبيات العرب كان السهر للمرضى والمهمومين والعاشقين - "لا يسهر الليل إلا من به ألمُ"!

انعكس السهر على حياة الناس بشكل مؤذ.. فقدت إجازة نهاية الإسبوع جمالها.. الناس في أغلب دول العالم ينتظرون الإجازات الأسبوعية للسهر ومتابعة التلفزيون.. لأنهم محرومون من ذلك طيلة أيام الأسبوع.. هنا كل ما حولنا يدعونا ويشجعنا على السهر.. نسهر ليلة الأحد والاثنين أكثر مما نسهر ليلة الجمعة!

الذي يهمني الآن أن المسألة تجاوزت البحث عن حياة صحية آمنة وخالية من المتاعب والأمراض، إلى ضعف الإنتاجية في العمل وكثرة التأخر صباحا!.