"أنتم شهود الله في أرضه"..
بلا أي مبالغة، لم تبق أي وسيلة إعلامية في السعودية أو الكويت إلا وكتبت عن سليمان الفليح.. وبلا أي مبالغة لم تبق كلمة تأبين لم تكتب في البدوي الأصيل سليمان الفليح، خلال أيام من وفاته.. وبلا أي مبالغة لم يبق صحفي سعودي أو كويتي إلا وقال كلمته في سجل رحيل الفليح.
بلا مبالغة لم يبق من التأبين شيء لم ينله الفليح.. ولم تبق كلمة عزاء لم تقل لأبنائه الذين يخجلونك فيستقبلونك وكأنهم يعزونك لا أنت الذي تعزيهم في أبيهم.. يشعرونك أنه لم يكن لهم وحدهم.
بلا مبالغة لم تبق زاوية في حياة ذاك البدوي الشمالي إلا وذكرت خلال أيام العزاء.. فلم يبق لقائل قول يقال في رحيل صورة البدو التي اقتحمت الإعلام عبر ذلك الذي لم يتغير عن سليمان الفليح، رغم كل ما تغير في سيرته الذاتية الحافلة.. ورغم كل ما تغير في حياته ومعاناته من اليتم إلا تكون عائلة فيها 7 شبان تُفاخر بهم الساحتان: الإعلامية والشعرية، بدءا من الزميل العزيز سامي الفليح.
لن أقول إن لـ"الفليح" دواوين شعر وصلت إلى اللغة الروسية والإنجليزية والفرنسة، بعدما بصمت بيده التي تحمل خشونة البدوي ورقة الشاعر على "العربية" لتكون له بصمة يحفظها التاريخ وتفاخر بها الصحراء التي أنجبت "سليمان" وربته فكان "صعلوكا" شريفا محبوبا من الجميع بلا استثناء.. وأذكر أني قابلته مع صديقي "سامي" فشعرت رغم فارق العمر أني تعرفت على "صديق".. فكنت صديق الابن ووالده.
سجل العزاء والتأبين جمع "الشاعر فهد عافت، الوزير سعد بن طفلة، الكتّاب: خلف الحربي، محمد الوشيحي، فؤاد الهاشم، يوسف المحيميد، شتيوي الغيثي، هند خليفات، سعدية مفرح، ريم اللميع، جاسر عبدالعزيز الجاسر".. والكثير الكثير، ذكرت هذه الأسماء تحديدا لأكشف "التنوع" في "الاتفاق" على حب هذا البدوي الذي عاش فينا أصيلا مستقيما لا يعرف الميل إلا في لبس "عقاله" الذي ظل متماسكا بـ"ميلته" الشمالية، حتى ودعنا سويا في الأردن، غير بعيد عن أول مكان أبصر فيه النور "الحماد" شمال السعودية.
(بين قوسين)
رحل عنا سليمان الفليح لنتعلم منه التمسك بالمبادئ والالتزام بالقيم.. والتجديد بلا انسلاخ.. وكسب الناس باختلاف أطيافهم ومشاربهم وأماكنهم.. وتحقيق الطموحات بهدوء.