تفاقمت الخلافات وسط القوى السياسية العراقية حول الدعوة لانتخابات مبكرة، إذ رفض الحزب الإسلامي المنضوي ضمن القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي الدعوة، واشترط تعديل قانون الانتخابات وضمان نزاهتها. وقال عضو المكتب السياسي للحزب رشيد العزاوي في تصريحات إلى"الوطن" أمس، "ندعم خيار الذهاب إلى انتخابات مبكرة بعد ضمان إعادة توزيع مقاعد المحافظات بشكل عادل ينهي الظلم الذي وقع على بعضها لسنوات طويلة، والثاني ضمان نزاهتها وعدم التلاعب بأصوات الناخبين، من خلال وجود البعض في السلطة" موضحا أن الاحتقان السياسي نتيجة تصرفات الحكومة قد يدفع الكتل للمضي بالذهاب إلى إجراء الانتخابات، لكونه "أحد خيارات المرحلة الراهنة للخروج من حالة الشلل السياسي الذي يعيشه العراق اليوم".

وفيما أعلن رئيس الحكومة نوري المالكي، أن تجاوز الأزمة الراهنة يتم عبر حل البرلمان الحالي، وخوض انتخابات تشريعية مبكرة، قلل العزاوي من تلك الدعوة واصفا إياها بأنها "مجرد زوبعة". وأضاف "الكثير من الدعوات التي تطلق بهذا الخصوص ومنها ما أعلنه المالكي لا تعدو أن تكون زوبعة إعلامية أو محاولة استغلال الوضع الراهن لتحقيق مكاسب على حساب إرادة وتوجهات الناخبين وهو أمر يجب الانتباه إليه قبل اتخاذ أي قرار".

إلى ذلك انتقد زعيم القائمة العراقية إياد علاوي اتساع النفوذ الإيراني في بلاده، قائلا: إن طهران تفعل ما تريده في العراق. وأضاف في مؤتمر صحفي أن وزراء قائمته قاطعوا جلسات مجلس الوزراء؛ لأن إيران "باتت تفرض نفوذها في البلاد، وهذا التدخل هو السبب الرئيس في إلغاء مبدأ الشراكة في إدارة البلاد، وتعطيل العمل بالدستور؛ لأنها تشجع بعض الأطراف للاستحواذ على السلطة". وجدد مطالبته لرئيس الحكومة بتقديم استقالته لمجلس النواب قائلا: "هذا هو الخيار الوحيد لعودة الديموقراطية وتفعيل مبدأ المشاركة في إدارة البلاد". واتهم جهات حكومية بمحاربة مرشحيه وتمزيق صورهم وملصقاتهم الانتخابية.

من جهة أخرى انتقدت عضو القائمة العراقية في مجلس النواب وحدة الجميلي، دعوة المالكي إلى عقد اجتماع بمجلس الوزراء لمناقشة الوضع الأمني مع قادة الكتل السياسية حصرا، وعدّتها "استخفافا بمجلس النواب، وقالت: "المجلس هو بيت الشعب وإذا كان رئيس الوزراء يريد مناقشة القضايا الهامة خارجه فعلينا إغلاق البرلمان لأنه لن يكون له معنى".