حذر مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر من أن عجز الميزانية الفيدرالية "يمكن أن يؤدي إلى كوارث لا نعرف بإمكانية وقوعها إلا بعد أن يكون الوقت قد تأخر". وشرح كلابر ذلك في تصريحات أدلى بها في واشنطن بقوله "لقد رأيت هذا الفيلم من قبل، في التسعينيات أغلقنا محطات المخابرات المركزية في عدد من البلدان وخفضنا الإنفاق على المصادر البشرية للمعلومات وتركنا نظام المراقبة الجوية لما يحدث في العالم يتداعى، وخفضنا أعداد العاملين في أجهزة الاستخبارات".

وتابع "لم يشعر أحد ساعة حدوث ذلك بأي أثر مباشر، بل إن الناس لم يلاحظوا حدوثه من الأصل، لقد اكتشفنا الأثر بعد ذلك بأعوام قليلة. فقد باغتتنا أحداث 11 سبتمبر 2011، وما صاحبها من فشل استخباري. إن هناك سببا هيكليا يفسر عجزنا عن توقع حدوث هذا الهجوم قبل حدوثه". يذكر أن كلابر كان رئيسا للمخابرات العسكرية الأميركية في التسعينات.

وأوضح كلابر أنه في أعقاب ذلك الهجوم قررت الإدارة زيادة ميزانيات أجهزة الاستخبارات بسرعة كبيرة. وأضاف "لكننا نقف اليوم على عتبة موجة أخرى من التخفيضات كتلك التي رأيناها في التسعينيات. ومرة أخرى لن يشعر أحد بأثر مباشر ولكن سيتعين علينا دفع ثمن ما في وقت ما من المستقبل لما نفعله الآن". وكان الكونجرس قد أقر حزمة متكاملة من خفض الإنفاق الحـكومي بنسب مـتزايدة على امتداد العقد المقبل تبدأ اعتبارا من العام المـالي الحالي. وفشلت المفاوضات بين الحزبين الكبـيرين في المجلس التشريعي للتوصل إلى اتفاق على ميزانية جديدة تتجنب الخصم الذي طبـق على كل بـنود الإنفـاق دون مـراعـاة لحساسية أي منها. واضطر الجميع عندئذ إلى تطـبيق اتفـاق الخفض التدريجي الإجباري لغـياب أي صيغ بديلة.