هل سبق أن اطلعت على خطاب أو قرار أصدره الرئيس الأميركي الحالي "باراك حسين أوباما"؟ إذا لم تكن قد اطلعت فدعني أخبرك أنك سوف تجده ممهوراً باسمه الصريح وإمضائه دون أن يسبق اسمه أي حرف أو ألقاب شرفيّة، سوى مسماه الوظيفي "الحالي" وهو "رئيس الولايات المتحدة الأميركية".

فقط اسمه هكذا دون أي شيء آخر، وهو الحاصل على شهادة الدكتوارة في القانون (J.D) وبمرتبة الشرف عام 1991 من كلية القانون بجامعة "هارفارد" العريقة، وهي من أرقى كليات القانون بالعالم كله، ليعمل محاضراً للقانون الدستوري لمدة 12 عاماً، وبالطبع كان يستخدم خلال تلك الفترة لقبه الأكاديمي، لأن ذلك يعد أمراً طبيعياً في الأوساط الأكاديمية، لكنه عندما ترك العمل الجامعي وانتقل إلى النشاط السياسي لم يعد يتاجر بذلك اللقب، لأنه من غير الطبيعي في المجتمعات المتقدمة أن يقوم الإنسان باستخدام لقب أكاديمي في حياته اليومية، رغم أنه يستطيع ذلك عبر وسائل الإعلام التي تلاحقه أو ظهوره الإعلامي المكثف.

هنا نجد أن الحاصل على الدكتوراة في أي تخصص يستخدام حرف "الدال" قبل اسمه في أي مكان، لأنه يؤمن أن ذلك سوف يكسبه مزيداً من الاحترام، وأنه سوف يحصل على امتيازات أكثر، وتلك ممارسة غير أخلاقية، فاللقب الأكاديمي يجب أن ينحصر استخدامه ضمن نطاقه المؤسسي فقط، ذلك لأن الحاصل على الدكتوراة في القانون التجاري ليس بالضرورة أن يكون متبحراً في القانون الجنائي، ناهيك عن إدراكه للعلوم الأخرى، ولك أن تلقي نظرة خاطفة على معرفاتنا في "توتير" لتجد قوائم الألقاب والمسميات التي تحوّلت إلى تسويقٍ شخصي وحجز مكانة اجتماعية؛ أكثر من كونها درجة علمية، وللأسف مجتمعنا لا يزال يكن تقديراً أكبر لمن يفخر بتلك الألقاب دون النظر إلى إنجازه الحقيقي.