باتت قناة الجزيرة القطرية الملاذ الوحيد لمن يؤيدون "الإخوان"، ناهيك عن بعض القنوات الضعيفة التي لا تشهد حضورا كبيرا، إلا أن السؤال المهم حول قناة الجزيرة بالتحديد يتبلور حول القوة التي تقف وراء عدم إغلاقها في مصر، على الرغم من وجود قرارات وزارية نصت على إغلاقها بحجة عملها من دون ترخيص؟!

السبب ليس خفيا لدى الكثيرين، ولعل قناتي "فوكس نيوز" و"سي إن إن" تقدمان درسا الآن في كيفية إشعال فتيل الفتنة في الشارع المصري، وربما تلك القوة هي من سمحت لها أيضا بأن تفتتح فضائيتها الأميركية قبل أيام!

شخصيات "إخوانية" تظهر على عدة قنوات مصرية منذ ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي، ولكن هذا الظهور باء بالفشل، فرغم حالة التشنج الواضحة التي يمرون بها، إلا أن هناك قنوات حاولت أن تكون متوازنة في طرحها وسمحت لهم بطرح آرائهم، غير أن "الطرد" يكون مصير كثيرين منهم، بسبب تطرفهم، كما حدث مع المذيع تامر أمين عندما طرد ضيفا إخوانيا الأسبوع الماضي في قناة "روتانا مصرية".

على المستوى الإعلامي، أصبحت هناك حالة من الخوف من استضافة "الإخوان" في القنوات المصرية، خاصة بعد أنباء احتجاز مسلحين من أنصار الجماعة طاقم البث الخاص بقناة المحور، وإجبارهم على بث مظاهراتهم تحت تهديد السلاح! فمناصرو "الإخوان" يتهمون الإعلام بالكذب والتخلي عنهم، ولكن هل يجرؤون على أن يوجهوا هذا الاتهام إلى ذراعهم الإعلامي الوحيد الآن؟!

الفشل الإعلامي الإخواني كان متوقعا، ولذا كان لا بد من أذرع خارجية تسهم في دعمهم، حتى لو كان بحكايات "مسلية" تنشرها "واشنطن بوست" عن الحريات والعدالة والديموقراطية، في حين لم تكن وسائل الإعلام الأميركية منحازة لأحد في سقوط عدة رؤساء! هل تريدون أمثلة؟!