احتجز مستشفى خاص مقيمة منذ شهرين، لحين سداد ذويها فاتورة علاجها التي بلغت 65 ألف ريال. وكانت فاطمة موسى (30 عاما) قد راجعت مستوصفا خاصا لإزالة لحمية، فتعرضت لغيبوبة. وزعم أهلها تعرضها لخطأ طبي، ونقلت بعد ذلك لمستشفى خاص لمتابعة علاجها.
ويقول والدها، محمد موسى، لـ "الوطن" إن ابنته توجهت بصحبة أختها إلى أحد المستوصفات لإزالة لحمية بين أسنانها، فتعرضت لخطأ طبي تسبب في دخولها في غيبوبة، بسبب إعطاء الطبيبة لها جرعة "بنج" زائدة أثناء العملية، وحاول أحد الأطباء إنعاشها، بعد اختفاء طبيبة الأسنان، دون جدوى"، مشيرا إلى أن الطبيب نصحه بنقلها للمنزل. وأضاف "عند خروجي بابنتي من المستوصف لاحظت تغير لون بشرتها، مما استدعى تدخل طبيب الطوارئ محاولا إنعاش قلبها الذي توقف مرتين". وأوضح الأب أنه "في تلك الأثناء أبلغ مواطن الإسعاف والشرطة، ومن ثم تم نقلها إلى أحد المستشفيات الخاصة، وأدخلت فاطمة على الفور إلى قسم العناية، وتم عمل محضر بالواقعة لدى الشرطة". وأشار الأب إلى أنه "على الرغم من تعهد مدير المستوصف بدفع تكاليف التنويم، إلا أنه تنصل من ذلك بعد أسبوع، مطالبنا بتقديم شكوى للشؤون الصحية، وعندما توجهنا بالشكوى قابلنا مسؤول الإشراف الفني الذي أفادنا بأنه كلف لجنة طبية لبحث الشكوى". وقال الأب إن "إدارة المستشفى طالبتني في تلك الأثناء بسداد 15 ألف ريال كدفعة أولى للعلاج، فتوجهنا مرة ثانية للشؤون الصحية، والتقينا بالمشرف الذي يتابع القضية، فأرسل لجنة في اليوم التالي بصحبة الطبيبة المسؤولة عن الحالة للمستشفى للتحقيق في الموضوع، وفحصت اللجنة المريضة، وتبين لها أنها تعاني من هبوط حاد بالدورة الدموية أدى إلى فشل وظائف الجهاز التنفسي، واعتلال بالقلب، وإصابتها بالسكري". وتابع الأب قائلا إن "الطبيبة المسؤولة عن الحالة عرضت بعد مفاوضات دفع 15 ألف ريال فقط لعلاج المريضة، وأنها لن تدفع أكثر من ذلك، فحدثت مشاجرة معها، وتم إبلاغ الشرطة التي حررت محضرا بالواقعة، وتعهدت الطبيبة في المحضر بتحملها كافة تكاليف العلاج"، مشيرا إلى أن وضع ابنته الصحي تحسن بعد ذلك، واستفاقت من الغيبوبة. وأكد والد فاطمة ـ بعد مرور شهرين على تنويم ابنته بالمستشفى ـ أنه يعجز عن سداد الفاتورة المستحقة لعلاجها والتي بلغت 65 ألف ريال، مشيرا إلى أن إدارة المستشفى احتجزت ابنته لحين سداد المبلغ، ووضعت حارسا على بابها، وسجلت عليه "ممنوع الزيارة". وأوضح الأب أن ابنته تعاني من الوحدة، والمرض، والضعف، ولا تتناول أي أدوية، أو أطعمة، مناشدا المسؤولين بالسماح بخروجها، وأن يتحمل المستوصف المسؤول عن مرضها تكلفة العلاج.
من ناحيته، أكد مدير العلاقات العامة بصحة جدة، عبد الرحمن الصحفي، أن الشؤون الصحية تلقت شكوى والد المريضة، وتم تشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة، وتم التحفظ على الملف الطبي، وحظر سفر الطبيبة المتسببة في الحالة، وكل من له علاقة بالواقعة، مشيرا إلى أن اللجنة اكتشفت أن اسم المريضة المدون بالمستوصف لا يتطابق مع اسمها الحقيقي. وأضاف أن اللجنة تتابع التحقيقات، مضيفا أنه إذا ثبت وجود خطأ طبي، أو إهمال، أو تقصير فستحال القضية إلى الهيئة الطبية الشرعية، مؤكدا أنه لا يحق لأي مستشفى خاص حجز مريض وفق تعليمات وزارة الصحة.