واجهت ندوة "حركة التنوير في الوطن العربي، وإخفاق النهضة" انتقادا لعنوانها، الذي نعتته الدكتورة نورة الشملان بأنه "يصادر" الرأي الآخر، الذي يرى أن النهضة لم تخفق، بينما يجزم العنوان بإخفاقها، في الوقت الذي انقسم المشاركون ما بين ناقد ومدافع.
ودافع السريحي عن نفسه خلال الندوة التي عقدت ضمن برنامج النشاط الثقافي لمهرجان الجنادرية بالقول إن جدلية تصنيف الدعوة إلى تنويرية أو غير تنويرية منعه من الحديث عن مآلاتها، مشيرا إلى أن الحديث عن تصنيف الدعوة، وما إن كانت تنويرية أم غير ذلك، داعيا إلى ربط الدعوة بسياقاتها التاريخية والاجتماعية، لتفهم طبيعة النص المتعلق بذلك العصر، وروح الدعوة التي بدورها قابلة للتطبيق على عصرنا الحالي، لافتا إلى أن الشيخ واجه ما يمكن أن تكون ثوابت في المجتمع، متسائلا "هل نتمتع نحن بهذه الجسارة لمواجهة ما يعتقد المجتمع أنه ثوابت".
مدير الندوة عبدالله الشهيل، علق على عدد من المشاركات التي رأت أن الدعوة لم تقدم تجديدا بأنها كانت ضرورة، حيث كان الوضع في منطقة نجد عبارة عن تجمعات قبلية واجتمعت في دولة سعودية واحدة بأطوار ثلاثة ومحمد بن عبدالوهاب قدم دولة حديثة، معتبرا إياه أنه حرر الإنسان في الجزيرة من البدع والشعوذة.
الكاتب يوسف مكي قال في ورقته بأننا عندما نتكلم عن التنوير العربي يتبادر إلى الأذهان الحديث عن شيء يقارب عصر النهضة في أوروبا مع الفارق بين النوعين بشكل كبير، لافتا إلى أن الواقع العربي مختلف تماما، وهو على النقيض من التنوير الأوروبي، لافتا إلى تداخل الموروث بالحداثة والقوى التي كانت من المفترض ان تكون صانعة التاريخ، والتي لم تعد قابلة للعمل، مستدلا باتفاقية سايكس بيكوا والاستعاضة عن الاستقلال بالوصاية، وهو ما خلف مشهدا مروعا.
الدكتور علي حرب، أشار إلى أن التنوير كان يعرف بأنه التفكير من غير وصاية، لافتا إلى أن المجتمعات أصبحت تعيش وسط الأزمات في غير مكان في العالم كما في أوروبا وآسيا، إلا أنه في العالم العربي الأزمة دائمة ومتلاحقة والأسئلة تطال الحداثة بكل أنواعها وأزماتها، حيث تحولت الصحوة إلى عتمة.
وقال حرب إن العرب باستثناء دول الخليج لم ينجحوا بالتنمية، وعزا ذلك إلى أن الخليج مليء بالخير وسط ضآلة عدد سكانه.