لم تتمكن العصور المتعاقبة وعناصر التطور والابتكارات الحديثة من محو صورة "العمدة" من ذاكرة أهالي أحياء مكة المكرمة، إذ ظل يلعب الدور نفسه الذي كان يلعبه سابقاً مع اختلاف بسيط يعكس التطور التقني والتعليمي الذي تمر به المملكة.
التقت "الوطن" خلال جولتها في جناح مكة المكرمة بعمدة حي بطحاء قريش إبرهيم شرقاوي الذي أكد أن العمدة لا يزال يؤدي مهامه، فهو يعتبر شيخ الحارة أو كبير الحارة، يحترمه الناس، ضارباً مثالا بالأصدقاء الذين يقولون لبعضهم "لا تسوي كذا علشان لا أقول للعمدة .. وحتى الزوجة التي تقول للزوج إذا ما اشتريت لي أروح للعمدة "، لأنهم يعتبرونه الأب الروحي لهم". واعترف شرقاوي بتأثير التقنيات الحديثة على وضع العمد، وقال إن بعض الآباء والأمهات والمدرسين في المدارس لا يعرفون من هو العمدة، "ولكن بعد توجيهات أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل بأن يكون كل عمدة في أي حي من مكة المكرمة زميلا له تغيرت بعض الأمور وبدأ الناس في مراجعة العمدة لحل بعض المشاكل بين الأب وابنه أو بين الزوج وزوجته.. وأيضاً عندما يريد المواطن إخراج شهادة تعريف لأي مراجعة حكومية يرجع إلى العمدة".