ما الذي يجمع بين بروفسور "هندوسي" يعمل أستاذاً ورئيس قسم التصميم الحضري في جامعة "هارفارد" الأميركية وأفيال يمتلكها بضعة مسلمين في الهند؟

يقول المعماري الشهير "راؤول ميهروترا Rahul Mehrotra " إن هاجس الأمن الاجتماعي لأي مقيم هو أمرٌ أساسي لشعوره بالاستقرار، وهو لا يتحقق إلا عندما يحس الإنسان بانتمائه للمجتمع والجماعة، لكن هذا المبدأ لم يكن ممكناً لمربي الفيلة في قرية "هاثي جاون" بولاية "راجستان" الهندية، حيث سائسي الفيلة من المسلمين الذي يعيشون وسط ولاية ذات أغلبية هندوسية. ورغم دورهم الكبير في جذب السياح للمنطقة إلا أن الحكومة المحلية تلكأت في توفير سكن لهم، يكون قريباً من مصدر مياه وفيرة، نظراً لاحتياج فيلتهم إلى كميات ضخمة للاستحمام أو لإزالة أصباغ الزينة.

لم يفكر "ميهروترا" قط في ديانة سائسي الفيلة أو "الماهوت" كما يطلق عليهم السكان المحليون، ولكنه أدرك العلاقة الوثيقة بين هؤلاء وفيلتهم، لدرجة أنها لا تنام حتى يغني "الماهوت" لها، وأنها سوف تكون مفتاح دمجهم في المجتمع المحلي، لذا قام على تصميم منازل لهم ولفيلتهم في آن واحد!

وكان أن صمم منازل صغيرة ذات طابق واحد ليسكن الفيل في جزء من الطابق الأرضي، بينما يسكن "الماهوت" وعائلته في الجزء المتبقي! كما صمم الأسطح بشكل مستو حتى تتمكن الأسر من بناء طابق إضافي بعد تحسن دخلهم المادي، وهكذا وفي مطلع العام الماضي 2012م استقرت طلائع الأسر ليصل استيعاب القرية حتى الآن إلى مائة "ماهوتي" وعائلته.

يرى "ميهروترا" أنه أسهم بفن العمارة في إيجاد حلٍ مستدام لفئة منسية من الشعب الهندي، فمربو الفيلة الذين لم يتمكنوا قط من العيش مع فيلتهم أضحى حلمهم العتيق حقيقةً على أرض الواقع، وصاروا –أيضاً- جزءاً أساسياً من مجتمعهم المحيط.