فضاؤنا العربي الغنائي، ليس فيه غناء، وليس فيه فضاء، وليس فيه شيء.

عشرات القنوات الغنائية المتخصصة في الغناء كفنّ، ليس بها سوى كليبات ذات سيقان عارية، وصدور مفتوحة الأزارير، وأصوات نشاز تتمنى معها أن تقطع كلتا أذنيك، وأن تقطع معهما أُذن (فان جوخ) الثانية.

بالله عليكم، أديروا الريموت بأيديكم على تلك القنوات الغنائية، وقولوا لنا اسماً واحداً، لفنان واحد، يستحق أن تُبث له أغنية.

إن كان هذا العرض صعباً عليكم، فبالله عليكم مرة أخرى، أديروا الريموت بأيديكم على تلك القنوات الغنائية، وقولوا لنا أغنية واحدة، لاسم فنان واحد، تستحق أن تُبث فعلاً.

إذا كان هذا العرض صعباً عليكم، فأديروا الريموت من جديد على تلك القنوات، وقولوا لنا على فيديو كليب واحد، فيه لمحة إبداع، من دون أرجُل نساء عارية، وحناجر عارية، وألحان ذبحها البرد من شدة العراء، وكلمات ليست عارية، بل ليست مرتدية شيئاً على الإطلاق.

إن كان هذا العرض صعباً عليكم، فبالله قولوا لنا، ماذا يريد مُلاك تلك القنوات، وماذا يريد مُغنّوها الذين أتعبونا ليلاً ونهاراً، بالصراخ والحناجر العارية والجهل.

إذا كان كل يغنّي على ليلاه، فتأكدوا أن الفضائيات الغنائية العربية، لا تغنّي على ليلاها، لأنها لا تُغنّي أصلاً.

بعيداً عن جدليّة الحرام والحلال في الغناء، أنا أجزم أن سماع من يغنّون في تلك القنوات، حرام، لأنه إهانة لنعمة عظيمة هي السمع.