ليس جديدا أن يلجم الشعب السعودي بوعيه تلك الدعوات التحريضية التي يبثها مجهولون عبر الإنترنت في محاولة يائسة تريد أن تذيقه من مآلات الفوضى والدمار والعبثية التي أريد لدول المنطقة العربية أن تعيش تحت وطأتها منذ أن حرق البوعزيزي نفسه في 2011.

ولكن، هل هذا يعني أننا بلا أخطاء؟ أو أننا نسير في الاتجاه الصحيح؟ الواقع يقول إننا أمام قيادة رشيدة، وشعب واع، وبعض المسؤولين المتهاونين.. نعم متهاونون. صحيح أنهم قد لا يكونون المسؤولين المباشرين عن بعض الأخطاء التي تصدر عن جهاتهم التي يتولون إدارتها، ولكنهم "مسؤولون عن ذلك أمام الملك" وقبل الملك أمام الله، وبالتالي تقع عليهم المسؤولية المباشرة تجاه لملمة أي قصور في الأداء، احتراما لرغبة الملك وإكراما للشعب السعودي.

المتتبع لدعوات التحريض التي يبثها أعداؤنا عبر الإنترنت، يكتشف حقيقة مسلمة؛ هم يستغلون أخطاءنا ليهاجمونا ويحرضوا علينا.. وأمام ذلك تجد أن الإدراك الشعبي لحقيقة ما يحاك ضدهم وحبهم وولائهم لقيادتهم وحرصهم على مشروع الدولة والوقوف ضد أي محاولات لتقويضه، كان ولا يزال هو الرهان لتجاوز كل الأزمات التي مرت بنا طيلة العقود الماضية، من حرب الخليج، مرورا بإرهاب "القاعدة" وخبث الحوثيين، وصولا إلى دعوات التحريض الإلكتروني والتي تحطمت وبقوة على صخرة حب الشعب لوطنهم.

ألا يستحق شعب كهذا، أن ينظر له من قبل من ولاهم الملك مسؤولية تسيير شؤونه بشيء من التقدير؟ ألم يحن الوقت لبذل مزيد من الجهود لمجاراة سقف تطلعات المواطنين؟

رسالتي لشعبي الحبيب: شكرا لكم من القلب... أما بعض من يجلسون على كراسيهم الوثيرة وتحت مكيفاتهم الباردة فأقول لهم: أصلحوا أخطاء إداراتكم، ليصمت أعداء الخارج.