من جديد نعود لمصافحة تاريخ الوطن، فها هي الجنادرية تطل علينا بقامتها وقيمتها. نحتفل هذه الأيام بفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في ثوبه الثامن والعشرين الذي يضم العديد من المعارض التراثية والأمسيات الثقافية وسباقات الفروسية والهجن والكثير من المقتنيات الأخرى.
إنَّ هذا المهرجان الذي ينظمه الحرس الوطني كل عام، مناسبة وطنية وتاريخية في آن واحد؛ لما له من دور بالغ وكبير في ربط الحاضر بالماضي وإحياء التراث الوطني وإبراز أفضل الإبداعات الثقافية، ولا يمكن بحال إغفال الدور الكبير الذي تلقيه حكومتنا الرشيدة، بقيادة حبيب الشعب، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – سدد الله رؤاه – بمختلف أجهزتها المعنية، ومدى حرصها واهتمامها بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة، والتأكيد على هويتنا العربية والإسلامية الذي هو أسمى غايات المهرجان، وتأصيل موروثنا السعودي الوطني بشتى ملامحه وجوانبه، ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه زاهرا شامخا في عنان الأفق والسماء، ليبقى قمرا منيرا لأجيالنا القادمة أينما غدوا أو راحوا، وليفخروا دوما بأنهم من أبناء هذا الوطن الغالي والعريق، ينتمون إليه قلبا وقالبا، ويحملون جنسيته ويعيشون في كنفه وتحت ظلاله.
المزيد من التوفيق نرجوه لهذا المهرجان الكبير، والكثير من الشكر والعرفان للقائمين عليه ولرئاسة الحرس الوطني على الجهود الرائعة التي يحق لنا جميعا أن نفخر بها. وخصوصاً من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان، لكل ما من شأنه تطور المهرجان في كل أنشطته المختلفة.
كما نسأل المولى عزوجل، أن يحقق آمال أمتينا العربية والإسلامية، وأن يسدد خُطى قيادتنا لما فيه خير بلادنا العزيزة.
جزيرتي أنت مأوى أمة سمقتْ أخلاقها الغر واستعلتْ عن الوحلِ
على ترابك أنفاس مطهرة من السماء ونور غير منفصل
إذْ كان أول بيت للهدى وضعتْ أركانه في ثراك الطاهر النهل
اختارك الله للإسلام منطلقاً واختار قومك منهم أفضل الرسل