أطالب بعودة الإرهابيين القدامى بل وتكريمهم، نعم إنهم أرهبوا قلوبنا وملكوها معا، من هم يا ترى؟ إنهم المعلمون القدامى نِعم التربية، ونعم التعليم ونعم الأمانة، صحيح أنهم أرهبوا قلوبنا بشدتهم وقوة حزمهم، ولكن الشدة هي من تصنع الرجال، وكم كنا نبكي ونحزن في نهاية العام على معلمينا، عندما نعلم أنهم لن يعودوا لنا في العام القادم. كنت أستيقظ مبكرا كي أصلي صلاة الفجر مع والدي رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عنا خير الجزاء، وكنت أعود من المسجد، فأجد إفطاري قد صنعته أمي بيديها حفظها الله لي، وأطال في عمرها على طاعته وأسأل الله أن يوفقني لبرها، وكنت أذهب وقتها إلى مدرستي مشيا على الأقدام وأعود كذلك، وكان قلبي يرجف كلما رأيت معلمي ينظر إلي "خارج فناء المدرسة" وربما أهرب منه، وكنت منه مرهوبا ومرعوبا. أما الآن فربما المعلم من يهرب من الطالب، وربما يكون هو المرهوب والمرعوب، والسبب أن وزارة التربية والتعليم ومسؤوليها جعلوا من المعلمين أذلة صاغرين، أتعجب عندما يقال للمعلم لا تفعل بالطالب شيئا حتى يطرحك أرضا، فماذا تتوقع للمعلم بعد أن يُطرح أرضا؟! أترك الإجابة لك.
أقول الشدة مطلوبة وهيبة المعلم مرغوبة، وإلا فإننا سنتغنى بمعنى جديد للبيت المشهور هو:
لا تقم للمعلم ولا توفه تبجيلا
لأن المعلم صار الآن مخذولا