أقطن في حي جميل جدا فيه كثير من الشبان الطموحين والجميلين خلقة وأخلاقا. ويوجد معنا في هذا الحي الذي نسكنه رجل كبير في السن طيب يحب النصح ويتمنى الخير لشباب هذه الحي، وفي ذات يوم أتى هذا الرجل الطيب إلى المسجد، وقال وهو يخاطب الشباب العاطلين عن العمل، لماذا لا تعملون في أي مجال؟ "الشغل مو عيب" فالعيب أن تجلسوا دون عمل انتظاراً للتعيين في وظائف حكومية، وتمر الأيام ويتقدم أحد الشباب لخطبة ابنة هذا الرجل الطيب الذي كان دائم النصيحة والتوجيه لنا، ليبادر هذا الشاب المتقدم لخطبة ابنته بسؤاله ماذا تعمل؟ فأجابه الشاب أعمل سائق أجرة، وعلى الفور تغيرت ملامح الرجل الطيب الذي كان دائم القول "الشغل مو عيب!" ورفض الشاب من دون إبداء أي سبب، وهو الذي كان يقول "الشغل موعيب!".

الخلاصة العمل ليس عيبا ولكن مجتمعنا هو الذي جعله عيبا تخيلوا أن بعض العوائل لا تستطيع الزواج منهم ما لم تكن موظفا حكوميا وضع عشرين خطا تحت حكومي. لكن تبقى الحقيقة أن العمل بالفعل في أي مجال ليس عيبا ولو كان عيبا لما اشتغل الرسول صلى الله عليه وسلم أطهر البشر في رعي الغنم.