حدد الباحث الأميركي المعروف آنتوني كوردسمان أن كافة الخيارات المتاحة أمام الولايات المتحدة في سورية هي خيارات سيئة. وشرح كوردسمان الباحث في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أن موقف النظام السوري ورفضه للحلول الدبلوماسية التي تستجيب لإرادة شعبه يؤديان إلى استفحال الصراع بما يهدد بانتقال عدوى الطائفية إلى البلدان المجاورة. وتابع "النتيجة النهائية للحرب بالنسبة للقوى الخارجية ذات الصلة هي حرب بلا استراتيجية واضحة إلا في حالات إيران والعراق وحزب الله التي بإمكانها أن تتوقع على الأقل أن انتصار الأغلبية في سورية سيكون له وقع سلبي عليهم بصرف النظر عن طبيعة النظام الجديد. ولا أحد آخر يعلم على وجه الدقة حتى النتائج قصيرة الأمد لسقوط بشار الأسد أو بقائه".
وأضاف كوردسمان "الأمر الوحيد الذي نعرفه عن ثقة هو أنه كلما طال بقاء الأسد في الحكم ساء الموقف أكثر على كافة الأصعدة. وكل عنصر من عناصر هذه الأزمة يكون له أثر متزايد من حيث شل القدرة على الحل بقدر ما له أثر في عملية الاستقطاب الطائفي في سورية وخارجها. ويضع هذا الولايات المتحدة في مواجهة خيارات سيئة عليها أن تختار واحدا منها في بحثها عن بدائل أفضل وسيكون بمقدورها أن تأمل فقط وبصورة ضبابية في أن تتمكن من تشكيل أو التأثير على ما سيلي الأسد بمرور الوقت". وتابع "ليس ثمة مرحلة نهائية يمكن توقعها وسيكون تأثير الولايات المتحدة محدودا بصرف النظر عن مستوى التدخل الذي تدعمه".
وقال كوردسمان إن أفضل الخيارات السيئة المتاحة أمام إدارة الرئيس باراك أوباما هو منح المعارضة السورية أسلحة أكثر تطورا. وأضاف "أن هذا الخيار سيحرم القوات الموالية للأسد من قدرتها على استخدام الطائرات المقاتلة والمروحيات بالإضافة إلى تقليل قدرة تلك القوات على ممارسة حرب المدن حيث تضطر المركبات المدرعة إلى كشف نفسها كأهداف قريبة المدى". وتابع موضحا أن الخيار الثاني هو العمل مع جيران سورية لفرض منطقة عازلة محدودة باستخدام صواريخ بعيدة المدى مثل باتريوت. وحدد كوردسمان الخيار الثالث باستخدام الولايات المتحدة صواريخ كروز والقوات الجوية للتعامل مع بقايا قوات الأسد والدفاع الجوي التابع للنظام. واشترط كوردسمان لحدوث ذلك بأن تحصل الولايات المتحدة على تعاون تام من الأردن وتركيا ودعم مفتوح من الحلفاء وأن تكون قادرة على تجاهل مواقف بلدان مثل روسيا وإيران والعمل بدون قرار من الأمم المتحدة. كما لخص الباحث الأميركي الخيار الرابع بأن تشن الولايات المتحدة حربا متكاملة الأبعاد ضد نظام الأسد تستخدم فيها القوة الضرورية لإسقاطه قسرا.