تصرّف يومها على غير عادته... دخل البيت مسرعاً وسلّم دون أن يقبل دعوتنا بالجلوس، مع أن هذا القريب المولع بالرياضة بشكل لا يصدق يحاول عندما يزورنا عادة أن يجامل الجميع قبل أن يغادر منفرداً أو مع زوجته.. وعندما سألته لم العجلة أجاب: لقد جئت لآخذ كرت الجزيرة الذي أمنته لي أم العيال وسأعود فوراً للبيت كي أجرّب وصول الشارة، ورفع يديه ملوّحاً معلناً وقت الرحيل على السريع، بينما لاحظنا أن الابتسامة تملأ وجه الزوجة وقبل أن نسألها السبب بادرت بالقول "الحمد لله لقد أمّنت الكرت لزوجي وسيلهو عني طيلة فترة مونديال جنوب أفريقيا"، ونحن نسمع.

وأردفت قائلة "جرّبت ذلك في كأس العالم الماضية واشتريت له كرت (ارتي) وكان مفعوله كالسحر وبقي طيلة فترة المباريات مشغولاً بها ولم ندخل في تفاصيل أي مسألة ربما كانت في الحالات العادية تأخذ وقتها وأكثر، وربما أدت إلى خلافات لا تحمد عقباها"، ونحن نسمع.

ثم أضافت قائلة "يعني بالعربي الفصيح إذا أرادت بعض السيدات التخفيف من تدخلات أزواجهن فعليهن أن يوفرن لهم الجو المناسب ليقضوا معظم أوقاتهم أمام الشاشة فهذا أريح لنا ولهم".

ومن يسمع صفية وهي تتكلم بهذه الطريقة يتصور أن أبا شهد (وراها عالدعسة)، كانت مبسوطة بالمونديال على أساس أنه المنقذ ولكن والشهادة لله أن هناك بعض النساء يظلمن أزواجهن عينك عينك!!.. فلا تتحججي بالمونديال ياصفية وإلا حكينا (يلي إلنا واللي علينا) وإنك مسؤولة عن كثير من المشاحنات التي حدثت بينك وبين زوجك، وإنك تحمّلين أبا شهد مسؤوليات إضافية ... وإنك بانتظار المونديال أكثر منه فلا تحمّليه المنيّة... وإنك اشتريت الكرت لسبب آخر وهو أنك تتمنين لو أنك تقدمين كل ما يمكنك لإسعاده... وما وقفت (الشغلة) على كرت... بل على عمر بحاله جاهزة أن تضعيه بين يدي أعز الناس بكل سرور.

فعلت ذلك مسبقاً لكن نسيت أن عليك منذ الآن شراء (ريسيفر) الدوري الإنجليزي الذي تبثه فضائية أبو ظبي الرياضية لأنه على حد علمنا أن أبا شهد يعشق الدوري الإنجليزي... وما دمت قد بدأت متصورة أن هذا هوالحل لكثير من المشاكل الزوجية فعليك أن تحسبي حساب كل شيء ربما يحدث، وأن تتوقعي أن الدوريات الأخرى ربما بثت على فضائيات أخرى ولا تبيع الكرت فقط بل (الريسيفر) معه أيضاً... و(لحقي يا صفية إذا بتلحقي).