نوه أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، بالدعم الكبير الذي تلقاه رابطة العالم الإسلامي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وعلى ما يقدمه للإسلام والمسلمين، مشيدا بمبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المختلفة.
واختتمت أمس أعمال ندوة "المساجد ودورها في إصلاح المجتمع"، التي نظمتها الرابطة في العاصمة الجابونية ليبرفيل بالتعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالجابون، خلال المدة من 22-23 جمادى الأولى الحالي بحضور المستشار الخاص لرئيس الجمهورية علي أكبر أوننغا، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجابون عدنان بن عبدالرحمن المنديل.
وفي بداية الجلسة ألقى الدكتور التركي كلمة شكر فيها رئيس جمهورية الجابون علي بوغو أونديميا على دعوته ورعايته لندوة "المساجد ودورها في إصلاح المجتمع"، كما قدم شكره للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على تعاونه في عقد هذه الندوة، مؤكدا أن الرابطة ستواصل دعمها للمجلس.
بعد ذلك تُلي البيان الختامي للندوة الذي أوصى بتقويم رسالة المسجد من ناحية دراسة أهمية المسجد وأثره في حياة المسلمين من خلال السيرة النبوية، واستذكار الأعمال التي قام بها رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد هجرته وأصحابه إلى المدينة المنورة، وأهمها بناء المسجد، وكذلك التأسي به عليه الصلاة والسلام وصحابته، إذ كان المسلمون يجمعون أمورهم في المسجد، ويتشاورون في سبل درء المفاسد والموبقات عن مجتمعهم وحماية الأجيال من الانحراف وربطهم بالقرآن الكريم وبهديه.
ودعت الندوة إلى إعمار المساجد بالعبادة والتوجه إلى الله وحده، والحرص على ربط القلوب بالله وذكره والتسبيح له، إضافة إلى ربط الأجيال الناشئة بالمسجد، وتشجيعهم على المشاركة في حلق تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه.
وأكدت التوصيات على تقوية رسالة المسجد في التربية والتعليم، وحماية العقيدة والمجتمع المسلم من تسلل العقائد الفاسدة والشعوذة والكهانة، وكذلك الاستفادة من إمكانات المساجد ومن قدرات أئمتها والدعاة العاملين فيها لتثقيف المسلمين.
وأوضحت أن من المشكلات التي تؤثر على أداء المسجد، هي قلة المؤهلين للإمامة في المسـاجد والقادرين على جذب المسلمين إلى ما يعقد فيها من دروس ومحاضرات ومناشط دعوية، إلى جانب خلو كثير من المساجد من المرافق المعينة على جذب الأجيال كالمكتبة، وقاعة الندوات والمحاضرات وغيرها، وذلك لأسباب مادية.
ودعت توصيات الندوة إلى تكوين لجان من الأئمة والدعاة والمثقفين للارتقاء بأوضاع المساجد، وتنظيم المناشط الدعوية والثقافية والتربوية، التي تعالج القضايا التي يعاني منها المسلمون في المجتمع الذي يعيشون فيه، إضافة إلى إحياء الوقف الإسلامي الذي اندثر في الكثير من البلدان، والتواصل مع المنظمات الإسلامية وأهل الخير لإنشاء وقف لكل مسجد، وإنشاء صندوق وقفي للإنفاق على المناشط التي تقام فيها.
كما دعت الندوة إلى إعداد المطويات الثقافية، التي تتضمن مناشط المساجد من ندوات ومحاضرات تعرّف الشباب بأهميتها وتجذبهم للمشاركة فيها، وكذلك التنسيق والتعاون بين المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في الجابون مع المجالس المثيلة في البلدان الأفريقية المجاورة، إلى جانب إحكام الإشراف على المساجد؛ كي لا يستغلها بعض المنحرفين أو الغلاة، الذين يروجون لآرائهم التي لا تتفق وحقيقة الدين ووسطيته وعدالته.
وطالبت الندوة كذلك بإعداد الأئمة والخطباء والدعاة إعدادا شرعيا، وتثقيفهم بالثقافة الإسلامية من خلال العلوم الإسلامية، التي ينبغي على الإمام والخطيب والداعية معرفتها، كذلك دعوة المؤسسات والجمعيات والمراكز الإسلامية والمجالس العليا للشؤون الإسلامية وغيرها في المنطقة، للتعاون مع معهد إعداد الأئمة والدعاة في رابطة العالم الإسلامي، في عقد دورات التأهيل للأئمة والخطباء والدعاة، وزيادة عدد الدارسين من دعاة الجابون ومن بلدان غرب أفريقيا ووسطها في معهد إعداد الأئمة والدعاة، وتكليف المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في الجابون بالتنسيق مع الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في هذا الشأن.
وطالبت توصيات الندوة بدعوة وزارات التعليم في دول المنطقة لوضع برامج ودورات لمحو الأمية وتطوير التعليم ودعم الثقافة الإسلامية، والتعاون في ذلك مع المساجد والمجالس والمراكز والجمعيات الإسلامية، وتخصيص جوائز تشجيعية للمؤسسات التعليمية التي تساهم في تقوية التعليم في المساجد.
كما أوصت ندوة المساجد بتقديم العون للكتاتيب والمدارس التي تتعلم فيها الأجيال القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وتكثيف جهود الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي في رعايتها لهذا الرافد التعليمي المهم.
وفي ختام الندوة رفع المشاركون الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين على دعمهما للمساجد والتعليم الإسلامي، وجهودهما في نشر اللغة العربية، كما قدموا الشكر لجمهورية الجابون ورئيسها علي بونغو أونديمبا على استضافتها المؤتمر، والتعاون مع رابطة العالم الإسلامي.