أخطرت السلطات في كوريا الشمالية السفارات الأجنبية بأن تأخذ في الاعتبار احتمال إجلاء موظفيها إذا ما تصاعدت حدة التوتر، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة عن مصادر دبلوماسية أمس. ولما نقلته وكالات أنباء روسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قوله: إن موسكو على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية واليابان بشأن طلب كوريا الشمالية بالاستعداد لاحتمال إجلاء موظفي السفارات الأجنبية. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن لافروف قوله خلال زيارة لأوزبكستان: "تم إبلاغ السفارات في بيونج يانج ونحاول استيضاح الموقف".
ونقلت كوريا الشمالية صاروخا ثانيا متوسط المدى، إلى ساحلها الشرقي ونصبته على منصة إطلاق صواريخ، ما زاد من المخاوف من إطلاق قريب يزيد من حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وقال مصدر حكومي كوري جنوبي: "تأكد أن كوريا الشمالية قامت في مطلع هذا الأسبوع بنقل صاروخين متوسطي المدى من نوع موسودان "عابر للقارات" إلى الساحل الشرقي ونصبتهما على آليات مجهزة بمنصات إطلاق". ولم تدل وزارة الدفاع التي كانت أكدت أول من أمس، قيام بيونج يانج بنصب صاروخ أول على الساحل الشرقي، بأي تعليق على هذه المعلومات الجديدة. لكن مسؤولا في سلاح البحرية قال: إنه تم نشر مدمرتي إيجيس كوريتين جنوبيتين مع أنظمة رادار متقدمة، إحداهما قبالة الساحل الشرقي والأخرى قبالة الساحل الغربي لرصد مسار أي إطلاق صاروخي.
وهذا يشكل آخر فصول التصعيد من قبل كوريا الشمالية، التي وجهت عدة تحذيرات في الأسابيع الماضية بشن ضربات نووية، ردا على العقوبات الجديدة التي فرضتها عليها الأمم المتحدة والمناورات العسكرية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وأعلنت الولايات المتحدة أول من أمس، أنها تأخذ "كل الاحتياطات اللازمة" في مواجهة التهديدات الصادرة عن بيونج يانج. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: "هناك عناصر مألوفة" في تصريحات النظام الكوري الشمالي، الذي تحدث عن إمكان شن ضربات نووية ضد الولايات المتحدة. وهذه التهديدات تثير "بالتأكيد قلق" واشنطن و"نحن نتخذ جميع الاحتياطات اللازمة".
ولم تتم تجربة صاروخ موسودان بعد، لكن يعتقد أن مداه يبلغ حوالي 3 آلاف كلم ويمكن أن يصل إلى 4 آلاف كلم مع حمولة أخف. وهذا الصاروخ يمكنه أن يصل إلى أي هدف بكوريا الجنوبية واليابان، كما يمكن أن يصل إلى قواعد عسكرية أميركية في جزيرة جوام في المحيط الهادئ.
وأعلن البنتاجون أنه سيرسل بطاريات اعتراض صواريخ لحماية قواعده في جوام، التي تبعد حوالي 3800 كلم جنوب شرق كوريا الشمالية، وفيها حوالي 6 آلاف عسكري أميركي. ويرى معظم الخبراء أن كوريا الشمالية ليست قادرة بعد على تجهيز صاروخ بالستي برأس نووي يمكنه بلوغ قواعد أو أراض أميركية.