الحقيقة أن كل ما يمكن قوله عن اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب الذي عقد في الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، أنه كان متميزاً للغاية، ومن أنجح اجتماعات المجلس منذ تأسيسه وهذا بفضل الله، ثم بفضل ترؤس سمو الأمير محمد بن نايف للاجتماع، وإدارته الحكيمة.
وكان من أبرز ما تمخض عنه الاجتماع إنشاء جائزة عربية باسم فقيد الأمن العربي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – وإجماع الوزراء على تنصيب الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية رئيساً فخرياً لمجلس وزراء الداخلية العرب لما يتمتع به سموه من حكمة وكفاءة واقتدار على مواصلة مسيرة المجلس الموفقة التي قادها الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – وكذلك تم اعتماد تقرير جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية السنوي، وأقر الوزراء كذلك استراتيجية الأمن الفكري.. وهناك قرارات أخرى مهمة لخدمة أمن الإنسان العربي.
إن وزراء الداخلية العرب والمهتمين بالأمن العربي مازالوا يذكرون نهج ومآثر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله في المنظمات العربية والدولية، وخاصة في مجلس وزراء الداخلية العرب، وإدارته للأحداث والأزمات، وتعظيمه للدراسات والأبحاث العلمية، وجهوده في مسائل الحدود، والاتفاقيات والاستراتيجيات ومدونات قواعد السلوك، وفي البناء والإعداد الأمني المادي والمعنوي، وجائزته العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة والمسابقات الشرعية، والكراسي العلمية، وتركيزه يرحمه الله على أهمية التصدي لما كان يطلق عليه دائماً "الثالوث الخطير: الفساد والمخدرات والإرهاب"، وله مقولة مشهورة "بأن الأمن الفكري أساس كل أمن"، كما أن من مآثر سموه الأمنية التي ستبقى خالدة وحاضرة في الوجدان المحلي والخارجي، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي غدت من أهم الصروح الجامعية في الوطن العربي، ولهذا أجمع الوزراء على إنشاء جائزة عربية باسم فقيد الأمة رحمه الله.
وها هو سمو الأمير محمد بن نايف يواصل المسيرة، خير خلف لخير سلف، فتهانينا لسموه باختيار وزراء الداخلية العرب له رئيساً فخرياً لهم، بالإضافة إلى أنه رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
ولا يفوتني أن أشير في هذه العجالة إلى النجاحات الباهرة، والتطور النوعي في الأداء الأمني السعودي الذي انطلق من الثوابت الشرعية وطبيعة الاستراتيجية الأمنية السعودية الحديثة التي تنطلق من حقائق موضوعية منها:
اعتماد وزارة الداخلية على الأسلوب العلمي القائم على البحوث والدراسات المتعمقة، والتشخيص الحقيقي للأحداث وفق رؤية علمية ومنهجية واضحة. انتهاج الوزارة سياسة المكاشفة والمصارحة إعلامياً، وتقديم البيانات والإيضاحات معززة بالصورة والكلمة والإحصاءات لإيضاح المواقف للرأي العام المحلي والخارجي. التدريب المتواصل وفق أسس علمية واضحة. تأصيل الفكر الأمني ومعطياته بمؤهلين سعوديين، وما الصروح الأكاديمية الأمنية، والدراسات المتنوعة، والكراسي البحثية، وحملة الشهادات العليا من أعرق الجامعات، ووفرة إنتاجهم العلمي، والتوسع في سياسة الابتعاث إلا خير شاهد على ذلك، ثم كان تأسيس مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية علامة فارقة، حيث أصبح محط أنظار الأسرة الدولية، والمراكز البحثية العالمية، وحقق نجاحات وإنجازات باهرة في مواجهة فكر التطرف، وتطرف الفكر على أسس دينية وفكرية سليمة.