بعد سنتين من انتهاء الحرب بين القوات المسلحة السعودية وجماعة الحوثيين على الحد الجنوبي، أنجز الباحث والمؤرخ الدكتور محمد آل زلفة، عملا توثيقيا خلص من خلاله إلى أن المملكة أجبرت على الحرب التي عرفت بـ"الحد الجنوبي"، بعد أن تجاوز الحوثيون بدعم من إيران "الخطوط الحمراء"، وتسللوا إلى أراضيها واعتدوا على قواتها المسلحة وأملاك مواطنيها.

وفي العمل التوثيقي الصادر عن "مركز آل زلفة الثقافي والحضاري ودار بلاد العرب للنشر"، وتنشر "الوطن" ملخصا منه، يستعرض آل زلفة ما جرى بين المملكة وجيرانها لا سيما اليمن من نزاعات في ثلاثينات القرن الماضي بشأن الحدود وإصدار الملك عبدالعزيز كتابين هما "الكتاب الأخضر النجدي" و"الكتاب الأخضر السعودي"، مؤكدا أن كتاب "مقاتل من الصحراء" الذي ألفه نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان، يعد العمل التوثيقي "الوحيد" لما قامت به القوات المسلحة السعودية.

ويقول آل زلفة: "دخل الحوثيون في حرب مع حكومة اليمن، وكانت قوتهم مدعومة من إيران ونظام القذافي، ولكل منهم أهدافه وغاياته"، مشيرا إلى أن الحوثيين كانوا يعدون للقيام بالمهمة التي نشأت حركتهم من أجلها، وهي التعدي على أراضي المملكة.. لكنهم لم يكونوا مدركين أن لدى السعودية خطوطا حمراء تجعلها تقف حاسمة وحازمة في الدفاع عنها.




أكد الباحث والمؤرخ الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة أن المملكة أجبرت على محاربة الحوثيين في الحرب التي باتت تعرف بـ "حرب الحد الجنوبي"، وذلك بعدما تجاوز الحوثيون بدعم من إيران "الخطوط الحمر" وتسللوا إلى أراضيها واعتدوا على قواتها المسلحة وأملاك مواطنيها.

ويستعرض آل زلفة في عمل توثيقي لهذه الحرب صدر عن "مركز آل زلفة الثقافي والحضاري ودار بلاد العرب للنشر" في سياق حديثه ما جرى بين المملكة وجيرانها لا سيما اليمن من نزاعات في ثلاثينيات القرن الماضي بشأن الحدود وإصدار الملك عبدالعزيز كتابين هما "الكتاب الأخضر النجدي" و"الكتاب الأخضر السعودي"، اللذين بيّن فيهما بالوثائق موقف المملكة الواضح والصريح من كل هذه الأمور.

ويوضح آل زلفة أن "الحوثيين جماعة تنتمي إلى المذهب الزيدي الذي عرف باعتداله، وأتباع هذا المذهب أقرب إلى أهل السنة والجماعة من أي مذهب آخر من المذاهب المتشيعة لآل البيت، وسموا على اسم أحد علماء المذهب الزيدي المقيم في مدينة صعدة، وهو من العلماء الزيديين الحديثين والمحدثين لظاهرة التعصب للمذهب الزيدي الذي خرج به من اعتداله إلى تطرفه في تبني خط متشيع مغال لم تعرف له اليمن مثيلاً في تاريخها. وتطرف السيد الحوثي ومن جاء بعده من أفراد عائلته، نتج عن تأثير قيام ثورة إيران بزعامة الخميني ودعوته إلى وحدة أتباع المذهب الشيعي، وتحويله إلى نشاط سياسي معاد لكل مخالف لهم، واتهام المخالفين بأنهم أعداء لآل بيت الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – وأنهم مناصرون لأميركا ومتحالفون مع الصهيونية، وما غير ذلك من الاتهامات الباطلة التي تهدف إلى إثارة مشاعر العامة، وكنا نلاحظ ذلك من خلال الشعارات التي كان يحملها أتباع الحوثي "الموت لأميركا والدمار لإسرائيل" بينما كثير من الأتباع لا يعرف أين تقع أميركا ولا الفرق بين إسرائيل والصهيونية، وإنما مجاراة لما يرفعه أتباع الخميني من شعارات لاستدرار عطف العوام".


دور إيران وليبيا

ويضيف آل زلفة: "دخل الحوثيون في حرب مع حكومة اليمن، وخرجوا عن الإجماع اليمني، وكانت قوتهم مدعومة من قوى إقليمية تأتي في مقدمتها إيران ونظام القذافي في ليبيا، ولكل منهم أهدافه وغاياته. فإيران تريد أن يكون لها موقع قدم في اليمن، خصوصاً في صعدة الواقعة قرب الحدود السعودية، وغايتها في الدرجة الأولى إلحاق الأذى بالسعودية وتصفية حسابات مذهبية، ومحاولة منافسة المملكة على مكانتها المتميزة في العالم الإسلامي، علماً أنها عجزت عن هذا الأمر منذ اندلاع ثورة الخميني قبل ثلاثة عقود. أما ليبيا فكان على رأس السلطة - إن لم يكن هو كل السلطة والشعب والقانون والآمر والناهي - العقيد معمر القذافي الذي لم يترك وسيلة بما فيها الإرهاب وتبديد ثروة الشعب الليبي للبحث عن زعامة، وهو ليس لديه مقومة من مقومات الزعامة الباحث عنها، فكان سلاحه التآمر ودعم الإرهاب والفئات المتطرفة والإنفاق بسخاء على ما يمكن تسميته بفرق الموت والاغتيالات، وكان أحد أهداف هذه الفرقة بأمر مباشر منه، مؤامرة اغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحينما فشل بفضل الله وحماقة من أوكل إليهم تنفيذ هذه المهمة الدنيئة لجأ إلى دعم الحوثيين طالما في ذلك إلحاق أذى بالمملكة وأمنها واستقرارها".

ويتابع: "كان الحوثيون، بما يحصلون عليه من دعم مادي وعسكري وشحن عاطفي من إيران، والحصول على خبراء في التدريب من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وذلك الدعم العسكري والمادي من القذافي، يعدون للقيام بالمهمة التي نشأت حركتهم من أجلها وهي التعدي على أراضي المملكة العربية السعودية ومن خلال حدودها الجنوبية الملاصقة للمناطق التي سيطروا عليها وانتزعوها عنوة من الحكومة المركزية اليمنية بعدما خاضوا ضدها عدداً من الحروب وتمكنوا بفضل الدعم الإيراني من السيطرة عليها.

وهذا ما جعل الحركة ومن يقفون وراءها، يعتقدون أن الأوان آن للوصول إلى تحقيق الهدف الأهم والمرسوم في استراتيجية المخططين الفعليين لهذه الحركة، وهو الانقضاض على الحدود السعودية، علماً أنهم كانوا ومنذ فترة طويلة، يقومون بأعمال عدائية ضد قوات سلاح الحدود السعودية ومصالح المواطنين السعوديين في المناطق الحدودية، وكانت المملكة تقف إزاء هذه التحرشات والاعتداءات موقف الجار لدولة شقيقة تربطها بها روابط تاريخية ومعاهدات دولية تنظم طبيعة هذه العلاقة، وملتزمة بتعهداتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحسن الجوار، ولكن كان واضحاً أن الحوثيين ومن يستخدمهم أدوات لتنفيذ مشروعهم في المنطقة، تجاوزوا كل حدود الصبر والتحمل الذي عرفت به سياسة المملكة تجاه جيرانها حينما تجاوز الحوثيون الخطوط الحمر لصبرها بتجاوزهم الحدود السعودية من خلال متسللين مسلحين قاموا بالاعتداء على مراكز وقرى سعودية بشكل سافر وواضح بأنه عمل عدائي منظم مرسوم من قبل من يوجه الحوثيين بالقيام بأعمالهم العدوانية تلك"، مؤكداً أن "تحرك المملكة عندها كان سريعاً وحازماً، غايته الدفاع عن أراضيها وحماية سكانها والحفاظ على استقرار يحاول المعتدون أن يعكروا صفوه، وكان المدبرون لتجاوزات الحوثيين يراهنون على أن المملكة وبما عرفت من سياسة التحمل وضبط النفس، لن يكون ردها بهذا الحسم والسرعة".





حدود الصبر

ويواصل آل زلفة سرده للأحداث قائلاً: "لم يكونوا مدركين بأن المملكة وهي مثال في التحمل وضبط النفس، لديها خطوط حمر ولديها مبادئ وقيم ومسؤوليات تجعلها تقف حاسمة وحازمة في الدفاع عنها، ولعل خير دليل على هذا موقف المملكة المبدئي من ضرورة خروج القوات السورية من لبنان بعد اغتيال السيد رفيق الحريري عام 2005. وقبلها وقوفها المبدئي ضد انتهاك نظام صدام حسين سيادة دولة الكويت واحتلالها في عام 1990، إضافة إلى وقوفها إلى جانب حكومة وشعب البحرين في التصدي للمؤامرات الإيرانية".

ويقول آل زلفة: "الحوثيون وبدعم من إيران وأذرعها في المنطقة، مثل حزب الله وأطراف في التكتل الشيعي العراقي المدعوم من إيران وليبيا القذافي، هددوا الحدود الجنوبية للسعودية فقامت القوات السعودية بالتصدي لهم بقوة ودحروهم وهزموهم هزيمة ماحقة، وأضعفوا قوتهم على الأرض التي ينطلقون منها رغم استمرار إيران في دعم الحوثيين بكل قوة عسكرية في محاولة منها لإنشاء إمارة شيعية متعصبة في صعدة على حدود المملكة، تماماً كما تفعل في إنشاء إمارة إسلامية وإن كانت سنية، في غزة تدور في الفلك الإيراني لتزيد الفرقة بين الفلسطينيين أنفسهم، وإحداث مشاكل لمصر المحاددة لإمارة غزة الإسلامية. وكما تفعل لإحداث فتنة في البحرين بدعم الطائفة الشيعية وفصلها عن انتمائها الوطني البحريني، كما فعلت في تشكيل حزب الله في لبنان بحجة مقاومة إسرائيل، ولكن في الحقيقة الهدف هو إرهاب الشعب اللبناني، وتحويل لبنان إلى قاعدة إيرانية في بلاد الشام وسلخه من جسمه العربي".


"الأخضر النجدي"

ويستعرض آل زلفة في سياق حديثه ما جرى بين المملكة واليمن من نزاعات في ثلاثينيات القرن الماضي وانتهائها باتفاق بتوقيع اتفاقية الطائف بعد تحرير نجران وتثبيت الحدود بين البلدين، ولكن ظل هناك من يحرك هذا الملف، ويستثمره لمصالحه الخاصة في توتير العلاقات بين الطرفين إلى أن تم الاتفاق بجدة بتاريخ 12 يونيو2000، حيث تم إنهاء كل شكل من أشكال الخلاف بينهما، وإقفال هذا الملف نهائياً.

ويسرد في هذا السياق بعض الوقائع التاريخية المتعلقة بالشأن الحدودي للمملكة مع جيرانها، ويقول: "لا نزال في هذا العصر المتطور جداً والمنفتح على كل وسائل المعرفة، لا نملك شجاعة الملك المؤسس ورجاله الوطنيين في ما يخص توثيق الأحداث المهمة التي شهدتها المملكة في عهدهم". ويضيف: "حينما عقد مؤتمر الكويت للفصل في الحدود بين كل من نجد من جهة، والعراق والأردن من جهة أخرى، دار فيه كثير من المناقشات والمجادلات بين الأطراف المشاركة والتي كان كل منها لا يريد أن يتحمل فشل المؤتمر الذي كانت ترعاه بريطانيا من خلال ممثلها المقيم في الكويت السيد نوكس، وكانت هي الراعية لحكومتي العراق والأردن. وخشية الملك عبدالعزيز المعروف بوضوحه في مواقفه السياسية، من أن يتهم بمسؤولية فشل المؤتمر حينما بدأ بعض يروج لذلك، دفعته إلى نشر كتاب تضمن كل وقائع المؤتمر وما دار فيه من مناقشات واختلافات بعنوان "الكتاب الأخضر النجدي"، لكي يكون الرأي العام على بينة بحقيقة ما انتهى إليه المؤتمر من فشل وعلى من تقع المسؤولية"، مشيراً إلى أن "هذا الكتاب عد فيما بعد في نظر بعض البيروقراطيين، من الوثائق السرية التي لا يجب الاطلاع عليها، وظل كذلك لفترة طويلة وإلى وقت قريب، وأنا متأكد أن ذلك البعض لا يعرف عن الكتاب شيئاً إلا حينما تم العثور عليه بالصدفة ضمن أكداس أوراق وزارة الخارجية في الفترة المتأخرة التي ظلت مكدسة لسنوات طويلة".


"الأخضر السعودي"

ويتابع آل زلفة: "أثناء نشوب الحرب السعودية اليمنية عام 1352هـ/ 1933، والتي دخلتها المملكة مضطرة بعد استنفاد كل وسائل الصبر والتحمل، كان الملك عبدالعزيز واضحاً وصريحاً كعادته في كل مواقفه السياسية يريد أن يوضح للرأي العربي والإسلامي والدولي أنه لم يكن يرغب الدخول في الحرب مع شقيقته وجارته مملكة اليمن. وقبل دخوله الحرب اضطراراً كان بينه وإمام اليمن مراسلات وتبادل سفراء ووفود، الهدف منها الوصول إلى حل للخلافات بين الطرفين على الحدود بالطرق السلمية، وكان الملك عبدالعزيز يدرك أن الطرف اليمني يريد إطالة أمد المحادثات التي يظهر من طريقة الطرف اليمني بأنه يريد أن يحقق مكاسب على الأرض، حيث تقدم جيشه في أكثر من جهة على الحدود السعودية، وتوج ذلك باحتلال نجران عسكرياً رغم أن المحادثات لا تزال جارية. ولإبراء الذمة وتبيين موقفه أمام الرأيين العربي والإسلامي، قام بنشر كل الرسائل والبرقيات وتقارير الوفود عما دار بينه والإمام، ونشر ذلك تباعاً في جريدة أم القرى الجريدة الرسمية السعودية، ثم قام بعد ذلك مباشرة بنشر كل تلك الرسائل والبرقيات ومحاضر اجتماعات الوفود في كتاب أطلق عليه اسم "الكتاب الأخضر السعودي" وقام بنشره في كل العواصم العربية لكي يكون العرب على بينة بأن الملك عبدالعزيز لم يترك وسيلة من أجل تفادي الدخول في حرب مع جارته وشقيقته اليمن، ومن ثم دخل الحرب بعد ذلك مضطراً، ولم يكن له هدف احتلال أي جزء من بلاد اليمن أو توسيع نفوذه على حساب اليمن".

ويضيف آل زلفة: "حرر خلال هذه الحرب نجران من القوات اليمنية التي أحرقت الأخضر واليابس في نجران، وتقدمت قواته في السواحل اليمنية فاحتلت الحديدة ميناء اليمن الرئيس، ولم يكن يرد الاحتفاظ بأي بقعة احتلتها القوات السعودية، إنما إجبار حكومة اليمن على إنهاء الخلافات الحدودية على ضوء كل ما كان الملك عبدالعزيز يعرضه على إمام اليمن، وما كان اليمن قد وافق على معظمها من خلال المحادثات، ولكن كان الإمام تحت تأثير عوامل محلية وإقليمية على رفض حل خلافاته مع المملكة من خلال الوسائل والطرق السلمية"، مشيراً إلى أن "الرأي العام العربي والإسلامي وقف إلى جانب الملك عبدالعزيز الذي كان بفضل وضوحه ونشر وجهة نظره لكل العالم، وإبان انتصار قواته في حرب دفعت إليها دفعاً دفاعاً عن وحدة أراضيها وأمن وسلامة مواطنيها بأنه لا يريد لليمن شراً ولا احتلال أي شبر من أرضه".


ميادين أخرى

ويتطرق آل زلفة في حديثه إلى مشاركات القوات المسلحة السعودية في حروب "خاضتها من أجل وحدتنا الوطنية أو ضد من حاول أن ينال من هذه الوحدة وأمن واستقرار ترابنا الوطني، إضافة إلى مشاركتها في الحروب العربية ضد دولة العدو الصهيوني منذ حرب 1948، وحرب 1956، وحرب ما بعد 1967، مثل حرب معركة الكرامة في الأردن التي شاركت فيها قواتنا المسلحة وحرب الجولان 1973، ومشاركتها في ميادين أخرى مثل مشاركتها في قوات الردع العربية في لبنان، ومشاركتها في محاولة إحلال الأمن في الصومال 1991".


شهداء بدمشق

ويقول آل زلفة: "كم أصبت بالحزن حينما نشرت بعض الصحف العربية عن احتفال سورية بذكرى حرب الجولان 1973، وعن مقبرة الشهداء بالقرب من دمشق وورود أسماء عدد من رجال قواتنا المسلحة ضمن أولئك الشهداء، حيث كتبت أسماؤهم على الألواح التذكارية بأسماء الشهداء، وذهب بعض أبناء الشهداء من المملكة للوقوف على قبور آبائهم، وكأننا بذلك نكتشف للمرة الأولى أن لنا شهداء في معارك الكرامة ضد العدو الصهيوني"، مؤكداً أن "من حق كل من استشهد من أبناء قواتنا المسلحة في سبيل الدفاع عن وطنه وعروبته ودينه أن يخلد اسمه، وأن تزين أسماء شوارع وميادين مدننا بأسمائهم".

ويختم آل زلفة بحثه بالقول: "كم هم أولئك الذين ذهبوا شهداء في الخطوط الأمامية على حدود بلادنا في مواجهة الأعداء والمجرمين والمهربين، ومثلهم أولئك الذين استشهدوا في محاربة الإرهاب ابتداء من حوادث تحرير الحرم المكي من الطغمة الضالة في مطلع عام 1400، ومن تبعهم من شهداء محاربة الإرهاب الذي ابتليت به بلادنا. إن لكل هؤلاء ديناً في رقابنا، إنهم ضحوا بحياتهم من أجلنا، إنهم شهداء الوطن، ماتوا في الدفاع عنه وعن راحتنا وأمننا واستقرارنا، إنهم جديرون بأن نحتفي بهم، ونحتفل ببطولاتهم في كل يوم وطني، أو نجعل يوماً وطنياً للاحتفاء بالشهيد، ونخصص لهم متاحف في كل عاصمة إقليمية من عواصم مناطقنا الإدارية".


 "مقاتل من الصحراء" التوثيق الوحيد للقوات السعودية


يشير الباحث والمؤرخ الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة إلى أن "معظم هذه المشاركات لجيشنا العربي السعودي في كل هذه الحروب والأحداث، لم يسجل ولم يدون ولم يكتب عنها إلا القليل مثل ما كتبه الأخ الأستاذ محمد بن ناصر الأسمري عن الجيش السعودي في حرب فلسطين عام 1948، وما كتبه قبله الأستاذ فهد المارك رحمه الله، وكان رائداً في محاولة توثيق مشاركة الجيش السعودي في حروب فلسطين 1948، وما كتبه العقيد سعدون حسين الشمري عن حرب فلسطين، حيث كان والده رحمه الله أحد المشاركين في تلك الحرب وحفظ له بعضا من الوثائق. ولعل العمل التوثيقي الوحيد عن دور ومشاركة الجيش العربي السعودي في حرب تحرير الكويت هو ذلك الكتاب المتميز الذي كتبه سمو الأمير خالد بن سلطان باسم مقاتل من الصحراء بصفته أحد أبرز قادة تلك الحرب".