أكدت مصادر في حزب "المؤتمر الشعبي العام" اليمني أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح غادر البلاد "لتلقي العلاج"، وذلك بعد أشهر من الضغوط المحلية والدولية عليه لتخليه عن إصراره على البقاء وتشجيعه على منح فرقاء الحياة السياسية فرصة إجراء الحوار الوطني دون مشاكل. وذكرت مصادر في الحزب الذي يرأسه صالح إن الأخير غادر في وقت متأخر من أول من أمس لإجراء فحوصات طبية واستكمال علاجه جراء الإصابات التي تعرض لها في تفجير جامع دار الرئاسة الذي استهدفه وكبار رجال الدولة في الثالث من يونيو 2011. وكان أطباء الرئيس السابق قد نصحوه بالسفر لاستكمال العلاج، لكنه أصر على البقاء في صنعاء، رغم كل الضغوط التي مورست عليه للمغادرة. وسبق للسفير الأميركي في اليمن جيرالد فالرستاين أن شنَّ هجوما مكثفاً على صالح خلال الأسبوع الماضي طالبه خلالها بضرورة ترك رئاسة حزب المؤتمر ومغادرة البلاد، مشيرا إلى أنه يخضع لمراقبة من المجتمع الدولي بصفته أحد معرقلي التسوية السياسية في البلاد، وهو ما نص عليه بيان مجلس الأمن الذي صدر في 17 فبراير الماضي.
كما زاد الرئيس عبدربه منصور هادي من ضغطه على قيادة الحزب لإجبارها على تخلي صالح عن رئاسته ومغادرته البلاد. وأشارت مصادر سياسية مطلعة إلى أن زيارة هادي الحالية إلى روسيا تهدف إلى رفع الدعم السياسي الذي تقدمه موسكو لصالح الذي يستقوي بموقفها، بعد أن نجحت موسكو في فرملة قرار لمجلس الأمن بفرض عقوبات على صالح في الأشهر القليلة الماضية. إلى ذلك بدأت فرق العمل التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل أمس، اجتماعاتها في العاصمة اليمنية صنعاء والمخصصة لإعداد وإقرار خطط عملها للشهرين المقبلين، وستعمل الفرق على تضمين خطط عملها وفقا لجدول الأعمال على كل ما يتصل بجوانب نشاطها الميداني والمكتبي، بما في ذلك التحديد الواضح للمستهدفين بنشاط الفرق وتحركاتها ولقاءاتها الميدانية والمكتبية، والنطاق الجغرافي لكل قضية تعنى بها. وستتضمن خطط عمل الفرق التسع، أيضا الأهداف الإجرائية ومجموعة من المقترحات لأهم المدخلات التي ستساعد هذه الفرق على إنجاز أعمالها بالشكل المطلوب، فضلا عن تحديد قائمة بالمخرجات المتوقعة. ومن المقرر أن تأتي المقترحات على شكل صيغ دستورية أو تشريعية أو سياسات عامة.