تسبب غياب التنسيق والمتابعة بن الفرق الطبية والتمريضية بمستشفى الملك خالد العام بحفر الباطن، في وقوع خطأ طبي لمقيم عربي يرقد حاليا بسببه في قسم العناية المركزة بالمستشفى، إذ أدخل المريض إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية بسيطة خرج بعدها من غرفة العمليات في حالة مستقرة، وتم تحويله إلى جناح الباطنية في غرفة يوجد فيها مريض آخر، وتسبب خطأ من فريق التمريض المشرف على الغرفة إلى إعطاء المريضين الأدوية بطريقة عكسية، إذ تم منح المقيم "حقنة" كانت مقررة للمريض الآخر، وهو ما أدخله في غيبوبة، وما يزال يتلقى العلاج في قسم العناية المركزة في محاولة لإنقاذه.
وأكد الناطق الإعلامي للشؤون الصحية بحفر الباطن عبدالعزيز العنزي، في تصريحات إلى"الوطن": "أن خطأ وقع في الخطة العلاجية للمريض، وتم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للمريض، وكذلك جميع الإجراءات القانونية حيال الفريق الطبي المعالج، والجهات القانونية والرقابية تقوم بدورها في التحقيق لإحالة جميع المتسببين إلى الهيئة الطبية الشرعية لإصدار الأحكام الشرعية في حق المتسببين بهذا القصور وإظهار الحقين الخاص والعام".
من جانبه، ذكر مساعد مدير عام الشؤون الصحية في جازان الدكتور عواجي النعمي في تصريحات إلى "الوطن"، أن عدد تحاميل الطلق التي أعطيت للمتوفاة فاطمة عكام بلغ 5 حقن، وذلك طوال مدة تنويمها في مستشفى أبو عريش قبل أن تتعرض لمضاعفات أدت إلى وفاتها بعد ولادة جنين متوفى في رحمها. وأضاف النعمي أنه اطلع على ملف المريضة، واتضح أنها أعطيت نصف تحميلة تبلغ 1.5 ملجم ثلاث مرات في اليوم لمدة يومين ونصف، وأيضا نصف تحميلة لمدة يومين آخرين. وأفاد أنه تم إيقاف التحاميل في اليوم الذي سبق وفاة المريضة، مبينا أن اللجنة انتهت من التحقيق وبيان الصحة الأخير يلخص مهامها.
يأتي ذلك في الوقت الذي تمسك زوج المتوفاة باتهامه للمستشفى بأنهم حقنوها بـ 25 حقنة طلق، وهو ما حاولت "الوطن" تقصي الحقيقة حياله منذ البداية.
أما في الجبيل، فتسارعت قضية الاشتباه حول خطأ طبي وقع في محافظة الجبيل أول من أمس، وتسبب في وفاة مواطنة في العقد الثالث من العمر، وذلك بعد إحالة القضية الى اللجنة الشرعية للأخطاء الطبية التابعة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية.
وعلمت "الوطن" من مصدر خاص أن الإحالة جاءت كإجراء نظامي بعد تسجيل زوج المرأة المتوفاة محضر شكوى ضد مستشفى الجبيل العام، وهو المستشفى الذي توفيت فيه زوجته، وقدمها إلى مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية صالح الصالحي، وهو ما استوجب تحويلها إلى الهيئة الطبية الشرعية للأخطاء الطبية المختصة بالتعامل مع هذه الحالات، وأضاف المصدر لـ"الوطن" أن اللجنة الشرعية ستخاطب خلال الأيام القليلة المقبلة الجهات المختصة لمنع سفر الطبيب المعني لحين البت نهائيا في القضية وحسمها، منعا لسفر الطبيب قبل ذلك.
يذكر أن المتوفاة ذهبت الى المستشفى لإجراء عملية منظار، لا تشكل أي خطر بحسب كلام الطبيب الذي نقله عنه الزوج، قبل أن يتبلغ بعدها أن زوجته قد توفيت بسبب ما قالوا إنه انسداد في الشريان الرئوي، وهو الأمر الذي عدّه زوجها إهمالا على خلفية معرفته لحالة زوجته الصحية، ثم تقديمه شكواه لدى الشؤون الصحية.