دارت اشتباكات عنيفة أمس في مدينة حلب وفي محيط مطارها الدولي المحاصر من مقاتلي المعارضة، بينما قصف الطيران الحربي عدة مناطق في سورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد "الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي الشيخ مقصود" الواقع في شمال مدينة حلب، مشيرا إلى "أنباء عن اقتحام القوات لبعض أجزاء الحي ترافق مع قصف" طاول أيضا حي بستان الباشا المجاور.

ويشهد الطرف الشرقي من الشيخ مقصود اشتباكات منذ قرابة ثلاثة أيام بين مقاتلين معارضين من كتائب إسلامية وكتيبة كردية من جهة، ومسلحين من اللجان الشعبية من جهة أخرى.

وتدخلت القوات النظامية في الاشتباكات في محاولة لمنع مقاتلي المعارضة من السيطرة على هذا الجزء الذي يضم تلة تشرف على حلب، بحسب المرصد.

وتقطن حي الشيخ مقصود غالبية كردية، لكن الاشتباكات تدور في الجزء الشرقي منه الذي يقطنه مسلمون سنة من غير الأكراد، موالون لنظام الرئيس بشار الأسد.

وقال المرصد إن "وحدات حماية الشعب الكردية سحبت وحداتها التي كانت منتشرة في معظم مداخل الحي" الذي شهد في الأيام الماضية حالات نزوح.

وإلى جنوب شرق المدينة، تجددت الاشتباكات في محيط مطار حلب الدولي، بحسب المرصد.

ويحاصر مقاتلو المعارضة منذ فبراير الماضي المطار ضمن ما أطلقوا عليه "معركة المطارات" للسيطرة على مطارات المحافظة.

وأمس، قصف الطيران الحربي مناطق عدة، منها مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة إدلب (شمال غرب)، والتي يسيطر عليها المعارضون منذ التاسع من أكتوبر الماضي.

وفي محافظة درعا (جنوب)، نفذ الطيران الحربي غارات جوية عدة "على بلدة الطيبة ومحيط الكتيبة 49 دفاع جوي والسهول الشرقية لبلدة الكتيبة"، بحسب المرصد.

وحقق مقاتلو المعارضة في الفترة الأخيرة تقدما واسعا في هذه المحافظة الحدودية مع الأردن. وباتت مدينة درعا الواقعة تحت سيطرة النظام "شبه معزولة" عن دمشق، في حين سيطر المقاتلون على شريط حدودي بطول 25 كلم يمتد من درعا إلى الجولان السوري. كما قصف الطيران قرية جندر في ريف محافظة حمص (وسط)، بحسب المرصد.

وأدت أعمال العنف الأحد إلى مقتل 181 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سورية.