لو لم يعرف إلا من أسلم على يديه لكفاه.. في رصيده 11 مليون أفريقي أسلموا على يديه، متأثرين بدعوته التي استمرت 30 عاما، قضاها ناذرا نفسه وحياته للدعوة.

عبدالرحمن السميط، بحث عن الجنة في أفريقيا، فكان داعية الفقراء.. والطبيب الذي آثر الدعوة على الطب.. فرغب العيش بين الفقراء المعدمين في أدغال أفريقيا داعيا إلى الجنة، على أن يعيش في أنقى الأماكن بين المرضى في المستشفيات.. توجه إلى أفريقيا للدعوة، ولم يركب الطائرة إلى أوربا لدعوة الـ"فايف ستار".

حياة عبدالرحمن السميط.. درسٌ للدعاة.. وقيمة إنسانية.. تألم لمرضه كل مسلم بالفطرة؛ لأنه واجهة للإسلام، وحزن لفراقه 11 مليون أفريقي، لأنه طريقه إلى الله.

السميط.. كان يقابل رئيس البلاد في القصر، ثم يرحل إلى مدغشقر ليجالس سكان أدغال أفريقيا، ويعاشرهم في العراء ووسط الفقر والمرض.. تناقضٌ يصفع كل متكبر، وتعال يوقظ كل إنسان بأن قيمته في نتاجه وليس فيمن يجالس.

جازما أقول: إن الشخص الوحيد في العالم العربي والإسلامي الذي لا يحتاج إلى تعريف، هو داعية أفريقيا عبدالرحمن السميط، الذي توفي عن 66 عاما بعد معاناة مع المرض.

لو أراد كنف العيش ورغد الحياة، لكان له ما أراد في الكويت وفي أفريقيا، إلا أنه أبى إلا أن يكون هو وزوجه أم صهيب علامة فارقة في تاريخ الإسلام، ونورا يضيء أفريقيا.. فقدم للعالم نموذجا إسلاميا لا يرقى إلى ركنه شيء، ويعجز عن مجاراته أحد.. فلم يكن داعية إلى الإسلام فقط، بل كان صورة للإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى المساواة والرحمة وحسن الأخلاق مع الجميع.

كان السميط الذي درس الطب في جامعة بغداد، وجامعة ليفربول، وجامعة ماكجل الكندية، وزارةً للشؤون الإسلامية في العالم أجمع.. تنصبها بعمل أثمر 11 مليون مسلم وآلاف المساجد والمدارس والآبار في أفريقيا.

(بين قوسين)

دعوة عبدالرحمن السميط، لم تقتصر على وعظ القلب، بل تجاوزته إلى البذل على جسد وصحة وعقل وتعليم الفقراء.. فكانت كلها مجتمعة دعوة وحبا ورحمة بالخلق.