توجيه الإعلام واستخدامه، ومحاولة التأثير به على الرأي العام، وعلى الحقيقة، لم يقف عند القنوات الفضائية، وإنما تجاوزه إلى "يوتيوب"، فشهدنا خلال الشد والجذب بين مصر وشعبها من جانب، و"الإخوان" من جانب آخر، الكثير من المقاطع التي تهدف إلى تحسين صورة طرف، وتشويه صورة طرف آخر، وأكثرها يقوم على التزييف والكذب، أو وضع عناوين مضللة تجعل ذهن المشاهد يذهب إلى غير الحقيقة.
وعلى الرغم من ذلك، فقد قدم لنا "يوتيوب" خلال "فض اعتصامي النهضة ورابعة"، الكثير من المقاطع التي أبرزت الجانب الإنساني الذي تتمتع به الشرطة المصرية، ومقاطع أخرى تظهر التأييد الشعبي الكبير للشرطة والجيش، وهي مقاطع عفوية غير مقصودة لذاتها، لكنها حدثت بوصفها حقائق.
في أحد المقاطع يظهر رجل الشرطة وهو يمسح الدموع عن عيني طفلة زج بها أبوها في الاعتصام، فيما يظهر في مقطع آخر ضابط يحتضن صبيا خائفا أثناء خروجه "الآمن" مع والده من الاعتصام، وفي مقطع ثالث يظهر رجل الشرطة وهو يوبخ أحد الآباء بسبب اصطحابه ابنه ذا العشر سنوات إلى اعتصام لا هدف له سوى أهداف قياديي "الجماعة"، قائلا: "مش حرام عليك تجيبه هنا.. لو انضرب بالرصاص حتندم"!
المشاهد الأخرى، أظهرت رجال شرطة يساعدون مسنين ومسنات من المعتصمين والمعتصمات على الخروج من أماكن الخطر، في مشاهد إنسانية تستدر الدموع، وتعيد الثقة في إنسانية الإنسان. وظهر في مقاطع عدة تعاون المواطنين مع الشرطة والجيش في أعمال "فض الاعتصام"، حتى إن الضابط في أحد هذه المقاطع كان يشكر المواطنين بامتنان عبر مكبرات الصوت.
"يوتيوب"، يقدم لنا ما لا يمكن أن نشاهده على القنوات الإخبارية، أو من خلال صور "الوكالات" العالمية؛ يقدم كل ذلك دون توجيه حقيقي، ودون "أجندات خفية"، وإنما يقدمها بكل عفوية، ليكون المصدر الأكثر صدقا، والأقوى تأثيرا، دون تحليلات سياسية "موجهة" هي الأخرى.