خالف رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني رائد صلاح محاجنة من يعتقد أن القضية الفلسطينية تراجعت للمرتبة رقم 2 بعد أحداث ما يسمى بـ "الربيع العربي"، مؤكدا أن زوال الأنظمة السابقة في مصر وتونس وليبيا، وقريبا النظام السوري، أعاد الأمل لقضية العرب الأولى، لكنه في المقابل لا يعول على الأنظمة الجديدة التي ولدت من رحم تلك الأحداث في أن تصنع المعجزات تجاه القضية، مؤكدا أن الرهان في ذلك يبقى على الشعوب.

محاجنة، الذي توج أول من أمس، بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام أكد في حوار مع "الوطن" أن "حل الدولتين" هو مشروع خيالي، ويستحيل تطبيقه. وعلى الرغم من ذلك، لا يرى أن "الحرب على إسرائيل" هي الخيار. وجزم محاجنة، الملقب بـ"شيخ الأقصى"، بقرب سقوط نظام بشار الأسد، الذي وصفه بـ"المحتل"، وقال إنه فاق في السوء ما فعله نيرون بمدينة روما. وأشار إلى أن حركة حماس التي قررت فك ارتباطها بالأسد، لا تزال تدفع ثمن تلك الخطوة التي لجأت لها لكيلا تقع في "تناقض" يفقدها شرعيتها، فيما لفت إلى أن حزب الله فقد مصداقيته إسلاميا وعربيا بعد تورطه في عمليات قتل الشعب السوري.

وفي تفسيره للتهم التي طالت حماس بضلوعها خلف مقتل الجنود المصريين بمدينة رفح، قال إن سائقي تلك التهم، هم أنفسهم الذين يتهمون الرئيس المصري محمد مرسي بقتل المتظاهرين في ميدان التحرير وبعض المدن المصرية، في محاولة لدق الإسفين بين القضية الفلسطينية والشعب المصري لإعادتها لذات الطريقة التي كان يتعامل بها الرئيس السابق حسني مبارك. تفاصيل أوسع.. في هذا الحوار:

لعل من حسن الطالع حصولكم على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، وهي التي تحمل اسم رمز إسلامي لم يكن ارتباطه بالقضية الفلسطينية ارتباطا عابرا، بل كان ارتباطا أصيلا ومتجذرا، ماذا يمكن أن تقول إزاء ذلك؟

أولا أحمد الله سبحانه وتعالى أن أكرمني بهذه الجائزة. وأنا أعتبرها بمثابة امتحان ثقيل لي إلى أن ألقى الله، وهل سأستطيع أن أحافظ على تبعاتها أم لا؟ هذا سؤال يشغل بالي دائما، لذلك أسأل الله أن أكون في الموقف المطلوب حتى أبقى على مستوى هذه الجائزة، لأنها في نظري أعلى جائزة يمكن أن يطمع لها الإنسان من أهل الأرض.

أعلى من جائزة نوبل من وجهة نظرك؟

لا أتردد أن أقول نعم.

لماذا؟

لأن هذه الجائزة لها مذاق مميز وطعم خاص، فهي قرينة لاسم الملك فيصل ـ رحمة الله عليه، وهو الذي عاش وكله طموح وسعي لنصرة القدس والمسجد الأقصى.. حمل ذلك في وجدانه وفي كلماته وسلوكه السياسي، ثم هذه الجائزة جاءت من أطهر بقعة في الأرض، أرض الحرمين بشهادة القرآن بهذا المدلول الإيماني الذي يعود لعمق ميلاد كل البشرية في الأرض. ولا يزال هذا العمق يتواصل حتى قيام الساعة، لذلك أن ينال الإنسان جائزة تحمل هذه الأبعاد الفريدة من نوعها، لا يمكن أن ينافسه أحد من كل أهل الأرض.. نعم جائزة الملك فيصل أعلى من جائزة نوبل، ولا أطمع بعدها إلا بمرضاة الله تعالى.

القضية الفلسطينية منذ أحداث الربيع العربي، يرى البعض أنها تحولت للقضية رقم 2 بعد أن كانت قضية العرب الأولى، هل تتفق مع هذا الرأي؟

الحقيقة أنا سمعت هذه الرؤية أكثر من مرة، وأنا أخالفها. بل على العكس، الربيع العربي جاء مقدمة ضرورية لإعادة الوجدان من جديد للقضية الفلسطينية، وتجديد الأمل في مستقبل هذه القضية، لأن الربيع العربي يحمل مدلولات هامة في نظري لها أثرها المباشر على القضية الفلسطينية. من أهمها انتهاء دور بعض الحكام الذي مثلوا الدور السلبي تجاه القضية الفلسطينية. وأنا لا أبالغ، إن كان على مستوى الرئيس مبارك مرورا بزين العابدين والقذافي ووصولا للنظام السوري الذي فقد شرعيته في نظري، وبقي أن يزول. في نظري، الربيع العربي فتح مجالا لهذه الشعوب التي كانت ممنوعة أن تؤدي دورها تجاه نفسها، وقضية فلسطين عامة والقدس والمسجد الأقصى خاصة.. الربيع العربي فتح مجالا أن يكون لها الفرصة المتاحة لنصرة هذه القضية.

كيف؟

بمقارنة سريعة ما بين مرحلتي ما قبل وما بعد الربيع العربي، كانت الشعوب مقموعة من الأنظمة، ولم يكن لديها إمكانية أن تتطلع إلى دور مناصر للقضية، لأنها كانت ممنوعة من بناء ذاتها. أنا في نظرتي المتفائلة، أنه عندما تحررت هذه الشعوب وبدأت تسعى لأخذ زمام المبادرة لبناء ذاتها والقوة الداخلية بكل مفاهيمها، ستؤدي هذه المبادرة بها إلى أن تملك القدرة الحقيقية والجادة لنصرة القضية الفلسطينية.

أنت ذكرت نظرتك المتفائلة، ولكن النظرة المتشائمة تقول إن مصر لا تزال تحتفظ باتفاقياتها الأمنية مع إسرائيل، وسورية بعد الأسد ستقف على ذات المسافة التي كان يقفها النظام مع إسرائيل بخصوص الجولان المحتل، كيف يمكننا أن نفسر ذلك؟

دعني أقل إن الربيع العربي من ميزاته أنه سيتيح المجال للشعوب أن تختار بإرادتها الحرة قياداتها، وواضح أن هذه القيادات لا ننتظر منها أن تحدث المعجزات بعصا سحرية من خلال أشهر معدودات. نحن نتحدث عن نكبة فلسطين التي تراكمت عليها الآلام والمصائب قرابة قرن من الزمان. الربيع العربي جاء ليحرر إرادة الشعوب ورد الاعتبار للقضية الفلسطينية التي هي قضية إسلامية عربية بامتياز إلى جانب بعدها الفلسطيني. هذه الرؤية عندما تعود لها الحياة سيبنى عليها التفاؤل والأمل.

اسمح لي بالمقاطعة، ما المقومات لدى الشعوب العربية لتحدث فرقا بالقضية الفلسطينية؟.. كل ما ذكر هو عبارة عن تنظير!

الشعب له الآن البداية الصحيحة، وما دامت البداية صحيحة بالتأكيد سنصل. الأنظمة الموجودة في السابق كانت عاملا معطلا لإرادة الشعوب حتى لا تأخذ دورها تجاه قضية فلسطين. هذه الأنظمة التي زالت كان لها دور مضاد.

لكن، الشعوب التي تحدثت عنها كانت لديها وقفات مع القضية الفلسطينية صادقة في مصر وتونس، إذن هي لا تحتاج لإعادة بناء، هل هذا صحيح؟

تحتاج لسبب بسيط، لأن علينا أن نفرق بين أمرين، الوقفة الاحتجاجية، والوقفة التي تتبنى القضية الفلسطينية على اعتبار أنها قضيتها. الوقفات الاحتجاجية كنا نشهدها في اليابان وأوروبا وأميركا.. لدى الشعوب الغربية.. نحن لا نريد من الشعوب العربية والإسلامية أن تكون وقفتهم مع القضية الفلسطينية وقفة احتجاجية.

ماذا تريد من الشعوب أن تفعل إذن؟

أريد منهم أن يقفوا مع القدس والأقصى على اعتبار أنها قضيتهم.

وماذا يستوجب ذلك فعله؟

ما يستوجب فعله التالي: أن تأخذ الشعوب كامل حريتها في وضع المعادلة الصادقة تجاه قضية فلسطين والمسجد الأقصى.

بمعنى، أن تعلن الحرب على إسرائيل؟

لا أريد أن أصل إلى هذه النتيجة وكأنها الشيء الوحيد، وكأنما نقول إما أن نكون أو لا نكون. قبل أن نقول تعلن الحرب، من ينكر أن الذي يقرأ تاريخ القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى يجد أن بعض الأنظمة حاولت أن تفرض قطيعة بين قضية القدس والمسجد الأقصى والعمق الإسلامي؟ ثم استمرت وفرضت قطيعة بين القدس والمسجد الأقصى والعمق العربي، ثم تمادت أكثر وحاولت حتى أن تفصل القطيعة في داخل البعد الفلسطيني. الآن هذه القطيعة التي ازدادت يوما بعد يوم لا بد أن نتحرر منها. كيف؟ باختصار بسيط أن نرد الاعتبار لحقيقة أن القضية إسلامية عربية فلسطينية.

فيما يخص الأزمة السورية، هل تعتقد أن بشار الأسد سيقسط يوما ما؟

حتما سيسقط.

وما دلائل هذه الإجابة الحتمية؟

باختصار بسيط، لأن أي حاكم في العالم يفقد شعبيته القائمة على شرعية من شعبه، هو في عداد الساقطين، حتى لو ظل على كرسي الحكم. وأنا في نظري هو ساقط. من هو بشار الآن؟ هو حاكم فقد الشرعية من شعبه، ومع ذلك ظل يستبد في هذا المنصب الذي ليس له الآن، وليس هناك فرق كبير بين ما يقوم به ويمارسه وبين ما يمارسه أي محتل. أنا في نظري بشار يقوم بدور المحتل ويتصرف تصرف المحتل. سورية باتت محتلة من الأسد ومن يدعمه، وإلا فأي حاكم يسمح لنفسه أن يدمر دولة كاملة؟.. تدمير البناء والاقتصاد، وذبح الشعب وتهجيره وتشتيته.. نحن نشهد في التاريخ أن نيرون دمر عاصمة وحرقها وذهب مذهب الأمثال، أصبح يقال " نيرون الذي حرق روما..."، ولكن للأسف بشار يحرق سورية بأكملها بكل اتجاه.. هو فاق في الاتجاه السلبي نيرون بدوره.

كان لحركة حماس موقف سلبي تجاه الأزمة السورية منذ بدايتها، قبل أن تتدارك الأمر، لماذا برأيك كان ذلك على الرغم من أن السوريين وقفوا ودعموا حماس في حرب غزة الأخيرة؟

أولا، حتى لا أفهم خطأ، أنا لست ناطقا رسميا لحركة حماس، لكنني سأجيبك من خلال كوني مراقبا للأحداث، ما أعرفه أن حماس قبل أن تحدث الأزمة السورية وقبل أن تنقلب الأحداث لتقود إلى ثورة، حاولت في كل تلك الفترة أن تقدم نصيحتها لبشار الأسد، وأن تقول له بصريح العبارة إن هناك غليانا ويجب أن تدرك نفسك قبل الانفجار.. بشار ضرب بنصيحة حماس عرض الحائط وكأنها لم تكن فحدث ما حدث.

فضيلة الشيخ، كل العالم نصح بشار وليست حماس وحدها؟

هذا الحاكم إذا رفض نصيحة أي طرف من هذه الأطراف، سهل عليه أن يرفض نفس النصيحة حتى لو كانت من أطراف أخرى، ليس المهم كم عدد من نصحوه، ولكن المهم هل قبل النصيحة أم لا؟ رفضه للنصيحة أدى لانتهائه. الحقيقة المرة تقول إنه رفض كل النصائح التي أسديت إليه، فسورية ليست بالقمر، ووضعها كان واضحا للجميع. الامتعاض بالشارع السوري كان واضحا للجميع، الآن عندما ضرب بهذه النصيحة عرض الحائط وبدأت الأحداث، حماس ما من شك أنها وقعت بين اختيارين، إما أن تحافظ على وجودها كما كانت عليه في سورية قبل الثورة، أو أن تنحاز إلى مصلحة الشعب السوري الذي يمثل الشرعية الدائمة والوحيدة في سورية. ولقد اختارت الموقف الصحيح، لأنه لا يمكنها أن تتناقض مع نفسها، لا يمكن أن تقول أنا أريد حرية الشعب الفلسطيني لكنني لا أريد حرية الشعب السوري، هذا التناقض يفقدها شرعية ومصداقية وجودها وأدائها، لذلك في تصوري أنها اختارت الموقف الصواب، وقد دفعت ثمنا لذلك.

هل تعتقد أن حماس الآن أضعف من دون النظام السوري؟

أنا في تصوري أن حماس قويت ولم تضعف، لأنها قوت مصداقيتها من الشعوب المسلمة والعربية، ثانيا أداؤها برز لكل مراقب للأحداث. دورها ما بعد بدايات الثورة كان دورا قويا.. وأبسط مثال دورها فيما يعرف بحرب "حجارة السجين"، إذ نجحت في تجميع الفصائل الفلسطينية وإرادة المقاومة، وانتصرت على محاولات المغامرة الغبية العسكرية التي أرادها الاحتلال الإسرائيلي بامتياز، وكل منصف يوافقني الرؤية.

كيف تنظرون إلى تورط حزب الله في مساندة نظام الأسد ضد الشعب السوري؟

لا أتردد بالقول إن حزب الله كان ينال ثقة وتوافقا من العمق الإسلامي والعربي ما قبل الثورة السورية، لكن بعد تورطه في دماء الشعب السوري لا شك أن هذه المصداقية بدأت تختفي يوما بعد يوم، وكان يجب أن يستوقف الحزب قوله تعالى "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان"، ما هكذا كان يجب على الحزب مكافأة الشعب السوري الذي كان طوال السنين الماضية يرفع صور الحزب من باب الدعم والتأييد في حرب 2006 وقبل ذلك. للأسف حزب الله فشل فشلا ذريعا وكان هذا على حساب مصداقيته.

ماذا تقرأ من وراء اتهام عناصر من حماس بالضلوع في عملية مقتل الجنود المصريين في رفح والذي ورد في الإعلام المصري؟

في تصوري، ليس الإعلام المصري الذي اتهم حماس وكأنها كانت وراء مقتل الجنود المصريين، بل بعض الإعلام في مصر هو الذي اتهم حماس، هو نفسه الذي يتهم الرئيس مرسي بأنه كان وراء مقتل بعض المصريين في ميدان التحرير أو بعض المدن كالإسماعيلية والإسكندرية.. التهم توزع في المزاد العلني.

تعتقد أنها تستهدف الإخوان المسلمين كجماعة سواء أكانت في مصر أو حماس أو غيرها؟

القضية أبعد من ذلك. القضية ليست قضية أن حماس ذات اتجاه إسلامي يلتقي مع محمد مرسي صاحب الاتجاه الإسلامي، ليس لهذا السبب بعض الإعلام في مصر يهاجمنا.

لماذا لا تستخدم مصطلح الاتجاه الإخواني؟

لا لا حرج. لا ينكر أحد أن هناك جماعة في العالم اسمها "الإخوان المسلمون"، ولكن أنا أريد أن أدقق. هذا الإعلام الذي بدأ يوزع التهم ذات اليمين والشمال ضد حماس في غزة ومرسي في مصر ليس للبعد الإسلامي، لسبب بسيط، أن من يحافظ على غزة ويحاول النهوض بغزة ليس الحكومة المنتخبة في غزة، بل مجتمع بأكمله من الاتجاه الإسلامي إلى اليساري وفتح وحماس والحركة الشعبية، فعندما يقوم بعض الإعلام في مصر بتوجيه تهم لحماس في غزة فهي تلقائيا تعم كل الشعب الفلسطيني في غزة، لأن كل الفصائل ذات إرادة موحدة. هذا الإعلام يحاول أن يضع أسفينا بين القضية الفلسطينية وإرادة الشعب المصري لإعادة العجلة إلى الوراء لما قبل الربيع العربي عندما كان يتم التعامل مع القضية الفلسطينية بميزان الربح والخسارة ليس إلا. بعض الإعلام يعيد القضية الفلسطينية لبعدها الفلسطيني، والرابح من هذا المشروع الصهيوني، لإبقائها قضية آلاف من المقدسيين الممزقين في داخل مشروع اسمه تهويد القدس، كل من يوافق مخططات هذا المشروع يحقق مصلحة المشروع الصهيوني سواء أراد أو لم يرد ذلك.

دفعت القضية الفلسطينية ثمنا كبيرا للانقسام الفلسطيني وما زالت، والذي بدأ بشكل كبير بعد نقض قادة فتح وحماس لاتفاق مكة الشهير رغم قطعهم أغلظ الوعود أمام الكعبة المشرفة، والآن بدأ الانقسام يزول شيئا فشيئا، ماذا تبقى من أمور خلافية بين فتح وحماس الآن؟

الأرضية المجتمعية هي أرضية تماسك، ولا شك أن هناك نوعا من الاجتهادات الفصائلية التي قادت في نهاية الأمر للانقسام الفلسطيني. الانقسام عبارة عن مرحلة طارئة سهل تجاوزها.

ولكن القضية دفعت ثمنا كبيرا لهذا الانقسام، أليس كذلك؟

صحيح. أنا في نظري يمكن تجاوز هذا الانقسام إذا وصلت الإرادة الفلسطينية إلى ما يلي، أولا: إذا رفضت الإرادة الفلسطينية أي ضغوط صهيونية غربية، تلك التي لا تريد بالأصل تجاوز هذا الانقسام، ولغة هذه الضغوط واضحة لا تخفى على أحد.

هل تمارس على طرف أو طرفين؟

تمارس على الإرادة الفلسطينية.

جوابك دبلوماسي، هل تمارس على طرف أو طرفين؟

لا أبدا، بالعكس، سأجيبك على هذا السؤال، الموضوع لا يحتمل الدبلوماسية. هذه الضغوط تمارس ويقال كالتالي: إما أن تختاروا بين استمرار الانقسام الفلسطيني، وإذا أردتم تجاوز الانقسام فسيتم تجميد المفاوضات. ونفس الذين يتحدثون هذه اللغة، يقولون كذلك إما أن تقبلوا بالانقسام أو أن تُجمد المساعدات الفلسطينية.. حقيقة لا أريد أن أكون دبلوماسيا، ولكن حتى ندعم الدعم الواجب للموقف الفلسطيني ونحرره من هذه الضغوط، هناك موقف واجب إسلامي عربي يقول للفلسطينيين التالي: اتركوا من يضغط عليكم باسم المساعدات، نحن نعطيكم البديل. اتركوا من يضغط عليكم باسم المفاوضات، فهي عبثية، ونحن نعطيكم البديل.. وهو ضغط إسلامي عربي جاد كفيل أن يحقق النتائج المرجوة بعيدا عن المفاوضات العبثية، إذا تحققت المعادلة تلقائيا فسيتم تجاوز الانقسام الفلسطيني.

كيف تنظر إلى تعامل رؤساء أميركا مع إسرائيل؟

في نظري، يخطئ من يظن أن أميركا هي عامل داعم للمشروع الصهيوني، بل هي تعتبر هذا المشروع امتدادا لمشروعها، بمعنى قيام ما سمي بدولة إسرائيل هو مشروع صهيوني يهودي، وصهيوني بروتستانتي، والأدلة التاريخية تؤكد ما أقول.

أخيرا، أنت مع أو ضد حل الدولتين؟

هذا سؤال خيالي، أريد أن أسألك سؤالا بسيطا: القدس الآن تهود، الضفة الغربية تهود، أين يمكن أن تقوم الدولة الفلسطينية؟.. مجنون يحكي وعاقل يسمع، من مآسي القضية الفلسطينية أن الآخر تعامل معها بأسئلة فرضية في الوقت الذي كان فيه المشروع الصهيوني يفرض أطماعه على أرض الواقع. ما دام هناك شيء اسمه المشروع الصهيوني، فالخطر لن ينحصر في فلسطين، بل سيكون ممتدا للعالمين الإسلامي والعربي وكل أحرار العالم.