تجددت الاشتباكات بين المستوطنين والمصلين المسلمين بالمسجد الأقصى بعد أن سمحت شرطة الاحتلال لأكثر من 200 مستوطن باقتحام المسجد، حيث لم يكتفوا بمجرد الدخول بل قاموا بالعربدة وحاولوا أداء طقوس دينية تلمودية، مما أدى إلى وقوع اشتباكات مع المصلين، وعلى إثر ذلك فقد اقتحمت القوات الخاصة الإسرائيلية ساحات المسجد واعتدت بالضرب على عدد من المصلين بما في ذلك الرجال والنساء والأطفال وكبار السن واعتقلوا عددا منهم. وقال رئيس أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، في تصريحات إلى "الوطن": "قام بعض المتطرفين اليهود بشرب الخمر في ساحات المسجد بداعي الاحتفال بعيد الفصح، وحاولت إحدى المستوطنات أن تجعل ابنتها تتبول تحت شجرة في ساحات المسجد، وهو ما أدى إلى استفزاز المصلين الذين طالبوا بإخراج المستوطنين فورا من المكان. وأكدنا للشرطة أن المسجد مقدس لكل المسلمين وأنه يجب وقف استباحة المستوطنين لحرمته وعدم إدخال المستوطنين لأن في ذلك استفزاز لمشاعرنا".
من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية أعمال التصعيد الإسرائيلية وتسهيل دخول المستوطنين واقتحامهم لباحات الأقصى، واعتقال عدد من المصلين، وحذر المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، من تداعيات هذا الاقتحام الذي يمس بعقيدة المؤمنين ويدفع باتجاه توتير الأوضاع في المنطقة، وحمل تل أبيب مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي يهدد فرص السلام، ودعا المجتمع الدولي للتحرك لوقف هذه الاعتداءات ضد المواطنين والمقدسات. وفيما وقع ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان أمس، اتفاقية لرعاية مدينة القدس والأماكن المقدسة فيها والحفاظ عليها، بحث في القاهرة رئيس المخابرات المصرية رأفت شحاتة ورئيس وزراء حكومة حماس المقالة إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل المستجدات الفلسطينية، وتناولت المباحثات ملفات المصالحة والأسرى، واتفاق التهدئة مع إسرائيل.
ويتوقع أن تجري "حماس" اليوم بالقاهرة انتخابات رئاسة مكتبها السياسي، بحضور غالبية قياداتها، وتشير التوقعات إلى أن "حماس" تتجه لتجديد ولاية رئيسها الحالي مشعل، رغم إصراره على عدم الترشح. وتنتخب الحركة قياداتها في ثلاثة أقاليم وهي "غزة والضفة والشتات" كل أربعة أعوام.