لا شيء بلا أساس.. ولا أساس بلا تخطيط.. والانهيار مصير المباني التي تقام بلا قواعد..
ربما غباءً وربما جهلاً.. بدأ بناء "ديموقراطية العرب" من السقف، ثم وضعت الأساسات والبنية التحتية بعد ذلك.. فلم يصمد السقف الديموقراطي، وانهار على الشعوب، وأردى إرادته صريعة، فلجأت بقية الشعب إلى صنع إرادة شارع، واعتبارها ديموقراطية عربية، قبلت بها النخب السياسية، فكانت سبيلا للخراب ولفشل أي مساع ديموقراطية.. فالكل يجمع في الشارع ليقول "القول قولنا"، و"نحن الشعب".. فكان ما كان من قتل وخذلان..!
وكما أننا خدعنا بمصطلحات "الديموقراطية"
و"إرادة الشعوب".. خدعنا بمقولة: أصبح للعرب إرادة حرة، حين أقلعت طائرة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.. وخدعنا بأن "الحاكم هو الشعب"، حين تنحى الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك بعد اعتصام مليونية الشعب في الشارع..
بعد تونس، تحمس الشعب المصري، فخرج ليقول كلمته، فتنحى أو نُحِي الرئيس.. فرحت شعوب ليبيا وسورية والعراق والسودان.. فقتل القذافي بدعم قوى خارجية لم تتوان عن التدخل خلافا لسورية التي تُرك الشعب فيها ضحية لرئيس لا يقدر حرمة دم الإنسان، وقمع الشعب العراقي علي يدي حكومة منتخبة بالسلاح والأحزاب المسلحة واغتيالات المعارضين السياسيين، فيئس الشعب السوداني وآثر السلامة..!
انقلبت الآية.. فأسقط الشعب المصري "الرئيس مرسي" بدعم الجيش، بعد عام من تولية الرئاسة.. فتحمس الشعب التونسي لإسقاط حكومته المنتخبة، واستحدث حركة "تمرد" اقتداء بمصر.. وستبقى ديموقراطيتنا بين كرٍ وفر فتهلكنا أو نهلكها.. ونعود إلى سابق عهدنا.
كذلك خُدعنا بالنخب السياسية والثقافية، التي أثبتت أنها إمعة لصوت الشعب لا لفكرها الذي تدعي فيه التفكير، ولا بعلمها الذي تفاخر به، ولا بعقلها الذي كنا نعده "قيمة استثمارية للعرب".
(بين قوسين)
استقال نائب الرئيس المصري محمد البرادعي، فنقمت عليه الأحزاب الليبرالية بسبب الاستقالة، لتحرمه حرية التعبير عن رأيه.