هاجم رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب محور "طهران - حزب الله"، داعيا الطرفين "للاكتفاء بما فعلوا، لأن الشعب السوري لم يعد يحتمل ممارساتهما في سورية"، معتبرا أن نظام بشار الأسد "ورط كل أصدقائه". ورأى أن الشعوب العربية ضاقت ذرعا من محاولات إيران وحزب الله "للوصاية على كثير من الأطراف العربية". وقطع الخطيب في حوار مع "الوطن" بعدم "ارتهان" المعارضة السورية لأحد"، مشيرا إلى وجود عقبات داخلية في صفوفها أساسها تباينات في وجهات النظر.

ورفض الخطيب "تصور فرض الدوحة أمورا معينة" على الائتلاف الوطني السوري، بما في ذلك رئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو. وقال "إخواننا في الدوحة لم يفرضوا علينا شيئا. هناك بعض الأشخاص لهم وجهات نظر حول كيفية اختيار هيتو، وهذه الأمور أظن تجري في كل مكان". لكنه استدرك مبديا امتعاضه من تصرفات بعض أعضاء الائتلاف، بقوله "هناك ناس متعنتون جداً.. بعض إذا لم يعجبه الأمر يقول سأتصل بفلان من دولة أخرى، وإن ذاك الشخص قال لي كذا وكذا". وكشف قرب الإعلان عن وزاراتٍ في الداخل وعددها ما بين 10 إلى 12 وزارة على رأسها وزارتا الدفاع والخارجية". نص الحوار

مقعد الجامعة

كيف رأيت الجلوس في المكان المخصص عقودا من الزمان لـ"سورية الأسد" في الجامعة العربية؟

لم أكن أنظر للأمر بشكل شخصي بالنسبة لي أو لشخص آخر. كنت أقول إن هذا المكان ينبغي أن يكون لسان حال الشعب السوري وحاولت قدر طاقتي أن أحمل ضميره وهمه.

برأيك ما هي الخطوة التي من المفترض أن تلي توليكم المقعد السوري في الجامعة؟

الأمر بصراحة أن هذا النظام لم يبق أحد إلا ونصحه سابقاً. إخواننا في الدول العربية نصحوه، أصدقاؤه في السابق نصحوه. حتى المعارضة في الداخل لا أحد كان يريد أن تصل الأمور لهذا الحد. هناك صلف شديد واستعلاء على هموم الناس أودت إلى هذا المصير. مستحيل أن يعود الشعب للوراء.. سيتابع طريقه في الداخل عبر مقاومة هذا الظلم، في الخارج بالحراك السياسي وتجميع الجالية السورية. لن يترك الشعب حقه إلى الأبد.

لكن دعنا نكن صادقين. أنتم في المعارضة بتكرار أخطائكم واختلافاتكم تعطون النظام بشكل أو بآخر دعماً معنوياً على الأقل؟

خمسون عاما الناس لا تعرف بعضها.. تتعامل مع بعضها من خلال الشك والريبة والحذر. هذه أمراض يجب أن نعترف أنها موجودة. تنعكس في كل حركات الناس مع بعضهم، ولكن أقول المحنة صهرت كثيرا من الناس. صحيح لا يزال هناك سلبيات ولكن هناك إيجابيات تتزايد. هناك جيل كبير عنده وعي غير مسبوق. أنا أقول مهما كان الأمر لن يكون أسوأ من ارتهان البلد لمثل هذا النظام وممارساته في القتل والتخريب. الناس صار عندها وعي، حتى بصراحة هناك إعلام منصف وهناك مغرض لا يشير إلا للسلبيات التي قد توجد هنا أو هناك. صحيح هناك سلبيات أنا أقولها بكل صراحة لكن كلما كان هناك احتكاك مع شعبنا في الداخل نحس بالقوة لأن في كثير من الأمور بلغت درجة من الرقي رغم تردي الأوضاع وهذا يعطينا أملا ومهما حصل للشعب السوري سيجد طريقة للتفاهم فيما بينه. الشعب السوري صاحب حضارة وسيعيد إنتاج نفسه بشكل جيد جداً.

تقول: رقي وهذا يفترض عليكم في المعارضة أن تراعوا نظرة بعض السوريين تجاهكم. هناك من يرى أن المعارضة مرتهنة لأطرافٍ دولية هنا أو هناك كما جاء على لسان عدد من أطراف المعارضة؟

أنا شخصياً لست مرتهناً لأحد. المعارضة بمجموعها ليست مرتهنة لأحد. هناك بصراحة تباينات في وجهات النظر وهذه أمور داخلية وتحصل في أرقى برلمانات العالم. الآن نتكلم عن فكرة كل يوم وسنجد لها هيكلا مناسبا. الائتلاف نشأ كجسم ثوري وأصبح له اسم وسمعة دولية جيدة. لكن بوضعه الحالي أقول لا يكفي يجب أن يتسع ويضم أطرافا أخرى وهذا شيء سنعمل عليه، لأنه أصبح لدينا مسؤوليات تحتاج لوضع أكبر ونحاول أن نبقى على مسافة واحدة من الجميع وهذا أمر دائماً أؤكد عليه. في داخل الائتلاف نعم أقول توجد أطراف ربما تستمع لجهةٍ ما، وهناك من يحب أن يستمع لنصيحة طرفٍ ما. نحاول ألا يكون لأحد قرار علينا. النصيحة جيدة قد يشكر عليها أي طرف وهذا ما أكدت عليه في كلمتي التي قلتها وبكل صراحة ربما بعض الأطراف الإقليمية والدولية بحسن نية تجعل الحل بحاجة لوقت أكثر. نحن نتواصل مع كل الأطراف مع الشكر الجزيل لحسن نيتها لأن نتجمع وليس لإبراز وجهات نظر خاصة، هي ربما تقول إنها لا ترغب فيها لكن بعض الأشخاص يكونون "ملكيين أكثر من الملك" كما يقال.

حقيقة الخلافات

قلت "حسن نية".. عندما صوتت المعارضة لرئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو كانت وجوهكم لحظة التصويت بشوشة وتبادلتم الأحضان، وفي اليوم التالي اختلفت الوجوه، ونتج عن ذلك إعلانك عن استقالتك. أين حسن النية هنا شيخ معاذ. وأود تذكيرك، في حينها ظهرت أصوات من المعارضة ومن المقربين منك قالوا صراحةً إن الرجل "فُرض علينا من الدوحة" فأين حسن النية هنا؟

إخواننا في الدوحة لم يفرضوا علينا شيئا. هناك بعض الأشخاص لهم وجهات نظر مختلفة وهذه الأمور أظن تجري في كل مكان. نحن حريصون على الكل وسنتصل بالكل. هناك ناس متعنتون جداً. للأسف أريد أن أقول لك إن بعضا إذا لم يعجبه الأمر يقول سأتصل بفلان من دولة أخرى، وإن ذاك الشخص قال لي كذا وكذا.

شخص من المعارضة شيخ معاذ؟

نعم شخص من المعارضة كان يعارض فكرة الحكومة. وأنا أقول لك كل شخص يعطي فكرته ولكن نحن نريد بالنهاية أن نتفق بصرف النظر عن التباينات.

أفهم من كلامك أنك لست متحفظاً على الحكومة أو شخص هيتو، لأنه قيل إنك أنت شخصياً تحاول أن تعرقل الإعلان عن الحكومة الموقتة؟

أنا ما عندي تحفظ على أحد. أنا كنت أفضل هيئة تنفيذية كجسم سياسي. كنت أعتقد أن هذا أفضل. لكن المجموع وافق في جلسة قبل الانتخابات على حكومة موقتة. فاحتراما لرأي المجموع لا أستطيع أن أشق الصف لرأي شخصي ما دام الأكثرية اتفقوا. هذا الأمر لم يحدث في جلسة الانتخابات بل حصل في الجلسة العامة السابقة.

لذلك تحفظت وثاني يوم أعلنت استقالتك؟

لا.. الاستقالة كانت لأسباب وظروف مختلفة لا مجال للخوض فيها الآن.

كانت مشروع ورقة ضغط منك؟

ليس مشروع ورقة ضغط.. لكن حقيقةً لا أخفيك كنت أرغب ولا أزال أفكر أن أخدم إخواننا بطريقة أخرى لأني بالأصل لم أسع لهذا الأمر. وقلت رأي إخواننا واستجبت لهم. بعد ذلك وجدت أنه ربما يكون هناك من هو مناسب أو أعطي فرصة لغيري أو أحاول أن أشير إلى بعض النقاط التي أراها ضرورة لتحسين الائتلاف الذي أصبح ثمرةً للشعب السوري ليس من حق أحد أن ينقضه حتى معاذ الخطيب إذا أراد أن يخرج فليخرج بهدوء لا يؤذي الائتلاف.

الحكومة الانتقالية

دعني أنتقل معك لمحور وزارات الحكومة السورية الانتقالية. حدثني عن هذا الأمر. متى وكيف سيعلن عنها وكم وزارة سيعلن عنها؟

نسبياً عدد الوزراء من 10 إلى 12 وزارة. أخونا غسان هيتو رئيس الحكومة يجب أن يقدم للهيئة العامة برنامج حكومته للهيئة العامة خلال الفترة القريبة. وعلى أساسه يتابع. يعني يفترض أن توافق عليه الهيئة. وأقول بالمناسبة بعض وسائل الإعلام تدفع بعض الأمور بحسن نية في الشارع إلى بعض النقاط التي تحتاج إلى وقت. عند الرجل برنامج ومن باب الإنصاف هو لم يقدم برنامجه بعد لكن هناك تباينات. قد نقبل برنامجه أو نرفضه لكن المطلوب استمعوا إليه ومن ثم احكموا. أظن هنا أن بعض وسائل الإعلام قد تسهم في إرباك البرنامج الحكومي.

هذا يعني أن هناك وزارات سيادية شيخ معاذ؟

بالأساس الحكومة حكومة خدمات ويبقى الائتلاف مظلةً سياسية عامة له. الأمر يتعلق بالخارجية والدفاع وهذه أمور أقرب للقرار السياسي. وبينما ستكون عدة وزارات متشابهة الوظائف أو قريبة لبعضها تضاف في وزارة واحدة. الهدف منها سد فراغ عدم وجود سلطة الذي حصل.

مقرها في الداخل أكيد؟

نعم مقر عملها في الداخل.

سيعلن عن مواقعها؟

لا أستطيع أن أقول لك بصراحة. حسب المنطقة التي قد تكون أكثر أمنا أو عكس ذلك. لأنك تعرف أن النظام لا يزال يقصف ولا يتورع من الأذى. ولا يمنع أن يكون للوزارات مكاتب في الخارج لكن المقر الأساس في الداخل.

كيف في الخارج؟

لتبادل الخدمات في الخارج لكن المقر الأساس لأغلب الوزارات في الداخل.

قضية التسليح

كنتم متوجسين نوعاً ما من قضية التسليح. لكن الآن وبعد إعطاء الجامعة العربية الحق لأي دولة ترغب تقديم السلاح لكم فهذا الآن أصبح متاحا. كيف ترون تعامل الدول المساندة لكم بعد صدور هذا القرار؟

هذه الأمور كما تعلم ليست منوطة بقرار يصدر. أغلب إخواننا في الدول العربية سنلتقيهم خلال الفترة القريبة المقبلة. وبالمناسبة اجتمعت بأحد رؤساء الدول العربية وقال لي نحن معكم حتى النهاية، لكننا نأسف لا نملك قدرة مالية ولا عسكرية. وهناك من الدول العربية التي قالت نريد أن نلتقي من أجل التباحث في هذا الأمر.

وماذا عن السعودية؟

أخي الكريم اجتمعت مع ولي العهد الأمير سلمان، وقال نحن مع الشعب السوري، لم تعد ضمائرنا تحتمل أكثر مما يجري، نحن معكم. الأمور التفصيلية هذه بحاجة إلى زيارات وبحث. الأفضل أن نستمع لنصح إخواننا ونعرض ما عندنا. هذه أمور لا تنضج في يومٍ وليلة.

أخيراً.. محور حزب الله إيران، هل ترى أنهم سيواصلون دعم النظام في دمشق حتى اللحظة الأخيرة؟

هم دخلوا في مأزق. النظام ورط كل أصدقائه. أتمنى أن ينسحبوا قبل أن يتورطوا أكثر. الشعب السوري لقي منهم الأمرين. كنا نتوقع أن يكونوا أعقل من ذلك وأن يكتفوا بما فعلوا وينسحبوا. لا أستطيع أن أجزم ولكن أتمنى أن يكونوا عقلاء لأن الشعب السوري لم يعد يحتمل ما يفعلون في سورية. والشعوب العربية ضاقت ذرعاً بهم ومن محاولاتهم الوصاية على كثير من الأطراف العربية واعتبار أنفسهم هم الموجهين لدفة الساحة العربية في سورية وبلاد الشام.

بحكم أنهم مرتهنون؟

نحن تحت ظل نظام يستعين بهم ليبقى.

يستعين بولاية الفقيه؟

هم يدعمونه جهاراً نهاراً.

يدعمونه "عقائدياً" شيخ معاذ؟

نعم.. نعم.