من المتوقع أن تختتم اللجنة العاجلة إغاثة متضرري السيول في تهامة قحطان أعمالها اليوم، بعد ما واصلت اللجنة المكونة من الإمارة، الصحة، المالية،الدفاع المدني، تساندها طائرتا أمن تم الاستعانة بهما من قاعدة جدة، أعمالها في تهامة قحطان لليوم الرابع على التوالي، ورافقت "الوطن" بعد ظهر أمس بعض الأعضاء للوصول إلى ما تبقى من مستفيدين إلى وادي سريان، اللحجة، راحة، المتية.

إسناد

تقبع في مطل قرية درامة بني بشر، المتاخم للأطراف الشمالية الشرقية لتهامة نحو 4 شاحنات صغيرة محملة بالسلال الغذائية، في حين تكتظ ثلاث خيام بما تبقى من السكر، الشاي، الزيت، الأرز، وطحين الدقيق، ووفق حديث مندوب المالية أحمد سعيد البشري، فإنه تم ضخ 115 ألف ريال، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم ولا سيما أن حالات جديدة تم عثور اللجنة عليها، ولم يتم مسحها من قبل ليصل عدد المستهدفين نحو 515 أسرة، بدلا من 400 أسرة كانت مستهدفة من قبل، وبالأمس تمكن الفريق من توزيع 165 سلة غذائية، وتوقع عضو اللجنة العقيد مهندس أحمد الشهراني، أن تستمر عمليات الإغاثة حتى الوصول إلى أكبر شريحة متضررة، وفق البيانات المعدة سلفا ولا وقتا محددا لنهاية أعمالها.

الحماية المدنية

من المقرر أن تعد اللجنة تقريرا يرفع لأمير المنطقة بنهاية أعمالها تشرح فيه ما تم القيام به من أعمال، وتوضح من خلاله العراقيل التي صادفتها، والحلول المقترحة لتلافي انعزال تلك القرى أثناء وبعد هطول الأمطار، من جهته، أكد مدير الحماية المدنية في الدفاع المدني بعسير المقدم عبدالسلام محمد أبو سبل، أن إدارته تقوم على تحليل المخاطر بالمنطقة سواء أكانت طبيعية مثل السيول، الزلازل، الانزلاقات الصخرية، أم صناعية أو حربية، وأنهم يعدون خططا للطوارئ من خلال تحليل المخاطر، حيث يتم إعداد خطط طوارئ لكل حالة، وتشتمل على خطة عمل مهام لكل الجهات الحكومية، بناء على نظام الدفاع المدني.

وفي المحافظات

يضيف أبو سبل بقوله: عادة ما تكون هناك فروع للحماية المدنية في المحافظات، وتتولى بالتنسيق مع القطاعات الحكومية هناك لإزالة أي خطر وقع أو من المتوقع حدوثه، ويبرز دور الحماية المدنية أثناء هطول الأمطار والسيول، حيث تشكل مع عدة قطاعات دورا فاعلا في حصر المتضررين، والقيام بأعمال الإغاثة، الإخلاء، والإيواء بالتعاون مع إمارة المنطقة وفرع وزارة المالية.

فاقة

أطفال وشباب من قرية "متيه" اقتربوا من الطائرة، تم إنزال المواد التموينية، وفي قراءة لتلك الوجوه السمراء والعيون المترقبة، تلحظ مدى الفاقة إلى تلك المعونة العاجلة، فهم هناك بمعزل عن العالم منذ أيام عديدة، تم التحميل في سيارة تمهيدا لإيصالها إلى السرة المتضررة.

تعليق الدراسة

كما كان متوقعا من عدد من أهالي "ضموة آل الزماح" التي التقتهم "الوطن" أول من أمس، فإن أي من معلمي ومعلمات وطلاب وطالبات 10 مدارس تقع غرب مركز الفرشة لم يباشروا مدارسهم مع أول يوم بعد إجازة الربيع ، نتيجة لانقطاع الطريق وغياب أعمال الصيانة العادية للطرق الترابية، وعلمت "الوطن" من مصادرها أن معلومات غير دقيقة مررت إلى مكتب مدير التربية والتعليم هشام الوابل، وفيها تأكيد بأن الطرق سالكة، وأن لا عوائق تمنع المعلمين والمعلمات من الوصول إلى مدارسهم.

دقة المعلومة

اتصلت "الوطن" بالوابل لتأخذ رأيه حول الدراسة وانقطاعها عن تلك المنطقة، فأفاد أن لديه تقارير تفيد بأن الطرق سالكة، ودار حوار انتهى برغبته في الوقوف على الطبيعة، وبالفعل تم وقوفه على مدرسة عتبة بن غزوان بالمتيه، والتقى طلابها الذين أكدوا له ألا دراسة مع هطول الأمطار، وأن ذلك يستمر أياما حتى يتمكن الأهالي من فتح أجزاء يسيرة من الطريق، ويسلكون باقي الطريق الرملي وسط الوادي متى ما خف تدفق السيول.

دوام المعلمين

وبعد العودة إلى مطل درامة أكد الوابل في ختام الجولة، أن الدراسة ستبقى معلقة لعدة أيام وحتى يزول الخطر، وأن على المعلمين والمعلمات أن يثبتوا حضورهم في مراكز الإشراف بمركز الفرشة، وأن هذه الأيام التي سيكونون فيها بعيدا عن المدرسة ستستغل للتدريب.

إلى ذلك تواصلت الأمطار أمس على مناطق متفرقة من عسير.