يعيش "مؤمن إبراهيم" حياته اليومية بشكل طبيعي في محافظة "القرية العليا"، ولا يوحي مظهره البسيط ولباسه الأبيض بأي شيء يربطه بتاريخه السابق الذي كان عليه عندما جاء من بلده مصر قبل عدة سنوات، إذ فضل الانخراط في حياته الجديدة التي أحبها بصدق "كما يقول".
و"مؤمن إبراهيم" وهو الاسم الجديد للقس السابق "بيشوي ملك"، كاهن كنيسة "دميانة بالوايلي الكبير" بالقاهرة، بعد أن أعلن إسلامه واستقر في "القرية العليا" حيث يعمل حاليا.
وجاء إسلام" مؤمن" بعد رحلة من البحث في الأديان قبل أن يستقر على دين الإسلام رغم كل ما واجهه من صعوبات على أكثر من جهة بسبب تخليه عن ديانته السابقة، وتخلي أقرب الناس عنه للضغط عليه من أجل التراجع، وهو ما لم يحدث.
"الوطن" حاورته بعد ممانعة منه، إذ يرغب في حياة طبيعية بلا ذكريات تربطه بماضيه الذي يحاول نسيانه "حسب تعبيره"، لكنه استجاب أخيرا لمحاولاتنا، مسترجعا بدايات تعرفه على الإسلام إذ يقول: كان سؤالي الدائم عن هل هناك آية أو دليل يبين أن المسيح هو الله؟، لأرتاح فلم أجد ذلك حتى في الإنجيل نفسه.
وأضاف: ذهبت إلى الشيخ محمد سيد طنطاوي، وكان وقتها مفتي مصر في منتصف التسعينات، لأجد لديه بعض الأجوبة لكنه فضل إبلاغ البابا، مخبرا إياه أن هناك كاهنا من طرف فلان جاء كي يشهر إسلامه وأنا منعته على حد قوله.
وعندها قابلني "البابا" محاولا بود أن يجيب عن تساؤلاتي، قبل أن يطلب مني الجلوس مع "الأنبا بيشوي" ليعلمني الثالوث، وأن "الله ثالث ثلاثة" حسب اعتقادهم، ونظمت لي جلسات كثيرة، وتم خلالها إيقافي عن الصلاة دون راتب، ولا مكان لي سوى الدير، ثم جردت من زوجتي وأولادي وبيتي وسيارتي، حتى بطاقتي الشخصية سلبت مني.
وتابع مؤمن في حديثه عن رحلته الإيمانية (بعدها قيض الله لي فاعل خير في تدبير أموري، والسفر إلى المملكة وتحديدا في القرية العليا، حيث أعلنت إسلامي وأكملت ديني بالزواج من طبيبة مسلمة مصرية، وأعمل حاليا في مكتب التوعية والإرشاد بالمحافظة، أما بقية يومي فهي للدعوة والعبادة لله وحده على نعمه التي غمرني بها، أنا أعيش حياة طيبة أريدها، وراحة نفسية، إذ الإسلام عالم آخر بعد سنين من الشك والصراع النفسي حول جواز عبادة وتأليه غير الله، فلله الحمد على كل حال).
ويؤكد مؤمن "إبراهيم" أن وضعه المادي قبل دخول الإسلام كان أفضــل بكثير منه الآن، إذ كان ينعم بميزات كثيرة عندما كان قسا للكنيســة، علما أنه صاحب إصدارات سابقة في مجال التبشير مثل "أنا ابنك"، و"أنت أبويا"، و"القداســات الثلاث" و"طقسـيات مرئيـة".