يسيطر باعة متجوّلون على شوارع وأرصفة حي البطحاء وسط الرياض، غالبية ساعات اليوم وحولوها إلى "بسطات" ثابتة ومتحركة لبيع بضائع متعددة على طريقة بيع "كل شيء"، مستهدفين اكتظاظ الحي وشوارعه بالعمالة خاصة في عطلة نهاية الأسبوع.

وخلال زيارة "الوطن" لوسط المنطقة المركزية وسط البطحاء الشهير بتجمّع آلاف العمالة يوميا للتسوّق والالتقاء ببعضهم، رصدت اختناقات مروريّة وبشريّة كبيرة يساهم فيها وجود "بسطات" لباعة متجوّلين يفترشون بعض الشوارع والممرات وأرصفة المشاة.

كما لوحظ عرض الباعة بضائع عدة كالملبوسات والإكسسوارات والأجهزة الهاتفية والإلكترونية وشرائح الاتصال والخضروات والفواكه، وبضائع أخرى متفرّقة متكدّسة كيفما اتفق تحد من حرية حركة المركبات والمشاة الذين يصطدمون بممرات ضيقة للغاية مملوءة بالبضائع التي تفوح من بعضها روائح كريهة تنذر بانتهاء صلاحيتها لاسيما الأغذية المعروضة.

ولوحظ أن جميع الباعة مقيمون ليس بينهم سعوديّ واحد، ويتجوّلون على عربات متحركة مملوءة بالبضائع، وآخرون ينصبون أخشاباً على شكل رفوف ويعرضون بضائعهم فوقها مستغلين الأعداد الكبيرة من العمالة الذين يجوبون تلك الشوارع، ويقبلون على شراء البضائع كون أسعارها متدنّية وغالبيتها تتراوح بين ريالين و20 ريالا.

كما لوحظ أيضاً توجّس غالبية الباعة من عدسة كاميرا الصحيفة، وبعضهم حاول تجنّب التصوير وآخرون بدا عليهم الارتباك وغادروا الموقع بعرباتهم التي يدفعونها أمامهم، إلا أن أحدهم من الجنسية اليمنيّة يدعى عبدالله العديني، قال إنه يقوم بشراء خضار وفواكه من سوق الجملة ويحضرها لشوارع البطحاء لتسويقها على العمالة الذين يكتظ بهم المكان خاصة أيام الأربعاء والخميس والجمعة من كل أسبوع، مشيرا إلى أن أسعاره متدنّية حيث يبيع الطماطم والخيار والكوسة والبطاطس بسعر ريالين للكيلو، فيما يبيع البرتقال والتفاح والموز بسعر خمسة ريالات للكيلو، وهي أسعار متدنيّة مقارنة بأسعار المحلات النظاميّة، ويقبل على شرائها العمالة من مختلف الجنسيات.

من جهته، عبر المواطن عبدالرحمن الصليح عن استيائه من تكدس البضائع ومضايقتها للمارة، مطالبا بالقضاء على ظاهرة البيع العشوائي في شوارع البطحاء، وقال إن الموقع مزدحم بشكل كبير وشوارعه ضيّقة ليزيد البيع العشوائي الوضع سوءا؛ حيث تضايق البسطات مسارات السيارات وأرصفة الشوارع المخصصة للمشاة، عطفا على المنظر غير الحضاري لتكدس البضائع على الأرض وبجوار حاويات النفايات وجذبها للحشرات ما يهدّد صحة المستهلكين.

يذكر، أن أمانة الرياض تلاحق الباعة المتجولين المخالفين وتقوم بجولات ميدانية لتصحيح أوضاع عرض البضائع في أحياء العاصمة وسبق أن صادرت العديد من البضائع المعروضة.