اعترف مدير عام مستشفى أحد الحكومي بالمدينة المنورة الدكتور عماد سلامة أن المنشأة لا تملك الإمكانيات المادية أو البشرية لإجراء جراحات القلب، مؤكدا أن ذلك ينطبق على المستشفيات الأخرى في المنطقة.
جاء ذلك على خلفية مشكلة تعرض لها رضيع بعد ولادته بساعات حيث اكتشف الأطباء أن لديه مشكلة في قلبه، ومما زاد من حالة الطفل الرضيع سوءا عدم وجود سرير شاغر لعلاج حالته.
قصة الرضيع عبدالله فتحت الباب أمام ما تعانيه المنشآت الصحية في المدينة المنورة من حيث عدم وجود إمكانيات مادية أو بشرية لعلاج مثل هذه الحالات المستعصية.
وقال سلامة إنه مؤخرا تم افتتاح مركز لجراحات القلب وهو الوحيد المتخصص في هذه العمليات ولكنه لا يوجد فيه قسم متخصص في جراحة قلب الأطفال، مشيرا إلى أن الشؤون الصحية في المدينة تستعد لافتتاح مستشفى تخصصي لجراحات الأورام والقلب والجراحات الدقيقة الأخرى وذلك لسد العجز الكبير في هذه النوعية من الجراحات وتوفيرها لسكان وزوار المنطقة.
وكان الطفل عبدالله قد ولد في أحد مستشفيات محافظة ينبع التابعة للمدينة، وتم نقله إلى مستشفى أحد وذلك بعد أن تم اكتشاف مشكلة صحية في قلب الطفل.
وناشد والد الطفل وزير الصحة التدخل وإيجاد حل لمشكلة طفله خاصة أنه لا يوجد سرير شاغر لإجراء عملية عاجلة تنقذ حياته، موضحا أن مشكلة طفله استغرقت أكثر من 20 يوما. وذكر أنه بعد ولادة عبدالله بساعات في مستشفى ينبع، فوجئ الوالدان، بتغير لون الطفل إلى اللون الأزرق وازدياد في ضربات قلبه، وتسارع شديد في التنفس، وتواصلا مع أطباء المستشفى، الذين حولوه فورا إلى قسم العناية المركزة، وقرر الأطباء أن حالته تتعلق بمشكلة في القلب، وذكر التشخيص المبدئي أن الطفل مصاب بعيوب خلقية في القلب، وأن الوضع خطير ولا بد من علاج سريع، وأن علاج الحالة لن يتم إلا بالتدخل الجراحي. وقام أطباء المستشفى بوضع أجهزة التنفس الاصطناعي على المريض، وأحيط بمجموعة كبيرة من الأسلاك والأنابيب التي قد تضع له فرصة مؤقتة للحياة، وذلك حتى إيجاد سرير في مستشفى متخصص لإجراء عملية جراحية دقيقة لقلبه. ويتابع والد الرضيع "كنت أتوقع أن تنتهي مشكلة ابني إلا أن ذلك لم يحدث سريعا حيث ظل في قسم العناية المركز لأكثر من 8 أيام لأفجأ بعد ذلك بالأطباء يقولون لي إن مستشفى ينبع ليس لديه الإمكانيات التي تؤهله لإجراء عمليات قلب الأطفال، ولا يوجد حتى طبيب متخصص في هذا النوع من الجراحات". وتابع "بعد ذلك تم تحويل طفلي إلى مستشفى أحد بالمدينة المنورة، وظل في قسم العناية المركزة للأطفال لثمانية أيام أخرى، وبدون أي فائدة، حيث صارحنا أطباء المستشفى بأنه ليس لديهم إمكانيات مادية أو بشرية لعمل جراحات القلب وأنه لا بد من تحويل الحالة إلى المستشفى التخصصي في الرياض أو جدة، في الوقت الذي تتدهور فيه حالة طفلي يوميا. وحول ذلك ذكر مدير مستشفى أحد أنه تم إرسال طلب تحويل بطريقة عاجلة عن طريق الفاكس حفاظا على حياة الطفل، إلى عدة مستشفيات ومراكز صحية منها الهيئة الملكية في ينبع ومستشفى الحرس ومستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض وفي جدة، وأنه لم يصل رد رغم كل جهود المستشفى للتواصل مع باقي قطاعات الصحة لإيجاد سرير لإجراء العملية الجراحية لقلب عبدالله.