بعد أن احتفت جدة بزوارها خلال أسبوع إجازة الربيع، عاد الهدوء والسكينة إليها، حيث غادرها زائروها على وعد بلقاء آخر يتجدد كلما سنحت لهم الفرصة. وعلى الرغم من أن العروس يؤلمها فراق محبيها، إلا أنها تعلم أن لها قدرا كبيرا في قلوبهم، معزية نفسها بوصلهم إياها في القريب العاجل، آخذة قسطا من الراحة لتجدد فيه جمالها ورونقها، لتبهرهم خلال قدومهم بمشاريع تطويرية تضيف لبهائها إشراقا وضياء.
وبينما يأمل ساكنو جدة أن تكون هذه الفترة فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أسبوع كامل من الاحتفاء بالزوار، إلا أن الحيوية والنشاط المتجدد الذي يجري في عروقها ومفاصلها يحثانهم على التحمل إلى حين انتهاء المشاريع القائمة، حتى يجنوا ثمار جهد وعزيمة القائمين عليها، الذين لم يرضوا لها بديلا عن وجودها ضمن مصاف العالم الأول.
وفي جولة لـ"الوطن" أمس في بعض الشوارع، رصدت انسيابية في الحركة، وتأهب العديد من قاطني الشقق المفروشة للسفر، حيث أشار أحدهم، ويدعى فيصل السبيعي لـ"الوطن" إلى أنه لا يستطيع تجاهل أي فرصة للقدوم إلى جدة. وأفاد بأن أجواء جدة في هذه الفترة تستهوي الكثيرين من داخل المملكة وخارجها، ملمحا إلى تنوع الخيارات فيها أمام الزائرين، ولاسيما كورنيشها الجديد الذي أضفى لمسة جمال عليها. ولفت إلى أنه لجأ إلى حجز شقته المفروشة قبل قدومه بفترة طويلة، حتى يضمن مكانا، مشيرا إلى أن هذه الفترة تتسم كل عام بالإقبال الكبير، مما يجعل فرصة الحصول على مكان شاغر أملا كبيرا. أما خالد الجهني فذكر أنه قدم من المدينة المنورة بصحبة عائلته لقضاء الإجازة في جدة، مشيرا إلى أن أبناءه يشترطون عليه أنه في حالة نجاحهم في المرحلة الدراسية أن يذهب بهم إلى عروس البحر الأحمر، وتحديداً إلى مدائن الألعاب المتواجدة في الكورنيش ولا يفضلون الذهاب إلى أي مكان آخر. ولفت إلى أن جدة تحظى باهتمام كبير منذ سنوات ماضية عديدة، قائلا "في ظل الإصلاحات التي تشهدها أخيرا فقد تغيرت عن السابق من حيث إنشاء العديد من المشاريع الكبيرة والتي تعطي انطباعا بأنها ما زالت في تطور ولا تقف عند حد معين"، فيما أفاد محمد القحطاني بأنه أتى من جنوب المملكة، مبينا أن المنطقة التاريخية بوسط جدة تعد الوجهة المفضلة له، حيث تجذبه الأسواق والمطاعم الشعبية الموجودة فيها. وأشار إلى أن الأسواق الموجودة في منطقة البلد توفر له ما يريده وعائلته، ملمحا إلى تنوع المعروض فيها وبأسعار تناسبه، مشيرا إلى أنه يحرص على التجول في أسواق الكورنيش والمحمل والصالحية، لافتا إلى أنه يسكن عند أقاربه لعدم وجود شقق شاغرة.
من جهته، أشار عبد الكريم إبراهيم، إلى أنه يستغل فرصة الإجازة للقدوم إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، ومن ثم النزول على جدة للتسوق والذهاب إلى المطاعم الشعبية، ملمحا إلى أن فيها أطعمة تعد من سماتها، مشيرا إلى المعصوب والعريكة والمطبق.