بدأت واشنطن مسارا جديدا حيال الأزمة السورية، تخلت فيه بشكل ملحوظ عن التردد السابق في دعم المعارضة، وذلك بالاقتراب أكثر من قضاياها اليومية. وقال الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى جيفري وايت "لقد عمل الثوار على مقاومة نظام بشار الأسد ببسالة وإلحاق خسائر يومية في صفوف قواته وإتلاف آلياته وإسقاط طائراته المقاتلة". وأضاف أن المساعدات العسكرية التي تصل إلى الثوار من دول تتعاطف مع قضيتهم دفعت قوات النظام إلى الاقتراب من نقطة الانكسار من خلال زيادة معدل استنزاف قواته الجوية والمدرعة وتجاوز قدرته على تعويض خسائره في المعدات والرجال وزيادة اعتماده على قوات أقل تدريبا وقدرة قتالية وخفض استعداد القوات الحكومية للقتال". وتابع وايت "بوجه عام، حافظ الثوار على الضغط المتواصل على قوات النظام في مستويات مختلفة من الشدة، في 13 محافظة، فالامتداد الجغرافي العريض للقتال قد أنهك قوات النظام، وسوف يعمل ذلك على زيادة هذا الإنهاك في حالة إمداد الثوار بمساعدات عسكرية. ويمكن لمثل هذا الدعم أن يحسن من قدرة المقاتلين على تنسيق أعمالهم ورفع قدراتهم الشاملة، الأمر الذي يعزز من تسريع هزيمة النظام".
ومن جهته قال الأكاديمي الأميركي المتخصص في الشؤون السورية جوشوا لانديس إن الولايات المتحدة "فوجئت" بالخلافات بين صفوف المعارضة السورية "وإنها قد تقرر منح نفسها وقتا إضافيا لتقرر طبيعة الخطوة التالية التي يمكن أن تتخذها بشأن دعمها". وأضاف لانديس "لن يمكن الدفاع عن مواقف المعارضة في واشنطن إن كانت صفوفها مبعثرة. لقد فشل المجلس الوطني السوري تحت ثقل خلافاته ونحن نرى الآن الائتلاف الوطني يتعثر أيضا، ولن يكون بوسعنا أن ندافع عن مواقف المعارضة لو فشلت هذه التجربة أيضا".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد علقت على استقالة رأس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب بقولها "لا يزال الموضوع يتداعى وليس ثمة أشياء مؤكدة حتى الآن". وذكر المتحدث باسم الوزارة باتريك فانتريل "المهم أن تعمل جماعات المعارضة معا لتحقيق ما أعلنته بشأن بناء سورية متسامحة ومفتوحة لكل أبنائها. وقد يختلف قادة المعارضة فهم أشخاص مختلفون ينفذون مهام مختلفة ولكنهم سيظلون على تركيزهم على تحقيق الرؤية التي أعلنوها".
وقال المعلق الأميركي ماكس بوت "أناشد المعارضة توحيد صفوفها حول رؤية مشتركة. أبناء الشعب السوري يموتون والأسد لا يزال في السلطة يقتل ويقمع. على المختلفين أن يفكروا في التضحيات التي بذلها السوريون لينالوا حريتهم".