عبرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها البالغ من تقارير بشأن ترحيل أعداد كبيرة من السوريين من تركيا. وقالت إنها تحدثت مع السلطات التركية بشأن المسألة. وأفاد مسؤولون أتراك أمس بأن تركيا أبعدت مئات اللاجئين إلى سورية بعد اشتباكات بين اللاجئين والشرطة العسكرية في مخيم قرب الحدود احتجاجا على ظروف معيشتهم. لكن وزارة الخارجية التركية قالت في وقت لاحق إن ما بين 50 و60 سوريا عادوا طوعا.
وذكرت كبيرة المتحدثين باسم المفوضية ميليسا فليمنج "تشعر المفوضية بقلق بالغ إزاء تقارير عن حادث خطير ومزاعم بعمليات ترحيل محتملة من مخيم أقجة قلعة في الساعات الأربع والعشرين الماضية". وأضافت أن مكتب المفوضية في تركيا يسعى للحصول على مزيد من المعلومات بشأن الحادث وعمليات الترحيل المزعومة. وذكرت أن المفوضية على اتصال مباشر مع السلطات التركية. وألقى اللاجئون الحجارة على الشرطة العسكرية التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدفعا للمياه لتفريق المحتجين في الاشتباكات التي وقعت بمخيم سليمان شاه قرب بلدة أقجة قلعة التركية.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية لفنت جومروكجو "عاد بعض الناس منذ الليلة الماضية.. الأعداد تقترب من 50 أو 60 وربما شارك بعضهم في استفزازات الأمس لكنهم عادوا بإرادتهم الحرة". وكان مسؤول تركي قد أفاد بأن بلاده رحلت ما لا يقل عن 600 سوري يقيمون في مخيم للاجئين قرب الحدود بعد اشتباكات مع قوات الشرطة العسكرية في احتجاج على ظروف المعيشة بالمخيم. وقال أحد مسؤولي المخيم عبر الهاتف "هؤلاء الأشخاص شاركوا في أعمال العنف ورصدتهم كاميرات المراقبة الأمنية في المخيم". وأضاف "تم ترحيل ما يتراوح بين 600 و700. ولا تزال قوات الأمن تفحص اللقطات المصورة، وإذا رصدت المزيد فستقوم بترحيلهم". وتقول المفوضية إن أكثر من 1.2 مليون سوري فروا من العنف في بلادهم منذ بدء الانتفاضة قبل نحو عامين وسجلوا كلاجئين أو ينتظرون التسجيل في دول مجاورة وشمال أفريقيا. ومن بين هؤلاء 261635 في تركيا يقيم أغلبهم في 17 مخيما معظمها مكتظ.