ألقت الانتفاضة التي أطاحت بحكم الرئيس المصري حسني مبارك في فبراير 2011 وما تلاها من مخاوف على الحرية بظلالها على افتتاح المهرجان القومي للمسرح المصري مساء أول من أمس، من خلال رهان وزير الثقافة على أن البلاد ستصبح "أكثر حرية"، وعرض افتتاحي ينتصر للخيال والمستقبل. فبعد رفع الستار ازدان جانبا المسرح الكبير بدار الأوبرا بشعارات رددها المتظاهرون في ميدان التحرير ليلة خلع مبارك وبصور إحداها التقطها جوران توماسوفيتش مصور رويترز وهي لشاب يحمي وجهه على خلفية ألسنة نيران تسد الأفق في "جمعة الغضب" 28 يناير 2011، واختيرت أفضل صور ذلك العام.
واحتفى عرض الافتتاح بأبرز نجوم المسرح المصري من أجيال مختلفة بداية بيوسف وهبي، ونجيب الريحاني، وماري منيب، مرورا بإسماعيل ياسين، وسميحة أيوب، وفؤاد المهندس وصولا إلى عادل إمام ومحمد صبحي، حيث قدموا مشاهد من مسرحيات شهيرة منها (إلا خمسة) و(سيدتي الجميلة) و(سكة السلامة). وعلت أصوات الممثلين بجمل حوارية عن دور المسرح في تحدي القهر "ومقاومة الظلم من غير سلاح" ورددوا أبياتا للشاعر المصري الراحل أمل دنقل، مثل
"آه.. ما أقسى الجدار- عندما ينهض في وجه الشروق - ربما ننفق كل العمر كي ننقب ثغرة - ليمر النور للأجيال مرة - ربما لو لم يكن هذا الجدار - ما عرفنا قيمة الضوء الطليق".
والمهرجان مناسبة سنوية لتشجيع الحركة المسرحية، وتأجل عامي 2011 و2012 بسبب الظروف التي تمر بها مصر بعد الانتفاضة التي أطاحت بمبارك. ويتزامن انطلاق الدورة السادسة للمهرجان والتي تستمر حتى العاشر من أبريل مع اليوم العالمي للمسرح الذي يوافق 27 مارس. وتستضيف العروض مختلف مسارح القاهرة.