عشر سنوات ملأها كل أنواع المرض والإعاقة أردتها على سريرها داخل غرفتها بلا حراك ودون أن تجد من يمدها ولو بشعاع من أمل، ولم تكن إعاقة "نورة" التي أصابتها إعاقة طبيعية ولدت بها أو ناتجة عن مرض، لكنها أصيبت بها إثر حادث أليم عندما كانت برفقة زوجها الذي نجا من الحادث ليفر من مسؤولياته ويتركها وحيدة تواجه الشلل الرباعي والمرض واحتياجات 8 من الأبناء، بعد أن طلقها. ورغم الاحتياج الشديد وقوة الإصابة التي أدت بها إلى عجز كلي، إلا أنها لم تحظ بأي مساعدة أو تحصل على أي من المساعدات التي يحصل عليها الكثير ممن هم أقل منها عجزاً واحتياجاً، وما زالت في حاجة إلى سرير طبي وكرسي متحرك. وبالطبع، فالسيارة المجهزة التي توفر عليها وعلى أبنائها عناء لا حد له، حلم لا يستطيع خيالها أن يصبو إليه. فأم الأبناء الثمانية، تجاهل مركز التأهيل الشامل بتبوك طلبها للحصول على كرسي متحرك منذ 3 سنوات، ولم يتجاوب مع احتياجها الملح.
وتقول "نورة": إنها تعاني منذ سنوات طويلة من الإعاقة، وتصارعها بأبسط الوسائل، وتابعت: "أصبحت عاجزة عن النهوض والقيام بمستلزماتي فضلا عن احتياجات أبنائي، وكان ذلك العجز على إثر حادث مروري تعرضت له مع طليقي الذي تركني بعد هذه الإعاقة لكي أبقى وحيدة أصارع المرض". وزادت "مازلت أتمسك بنسائم الأمل وبقدرة الله على أن أخطو ذات يوم على قدمي مرة أخرى، لأقوم بواجباتي تجاه أبنائي"، مبينة أن هناك إمكانية لعلاج حالتها بواسطة العلاج الطبيعي، ولكن بسبب قلة حيلتها وعدم توفر الإمكانات المادية، بقيت طريحة الفراش لعدة سنوات، وأصبح أعلى طموحاتها الحصول على "كرسي متحرك وسرير". وتضيف "أصبح هذا الحلم أشبه بحلمي في العودة للوقوف على قدمي من جديد"، مؤكدة على أن التأهيل الشامل بتبوك يمنيها بتحقيق طلبها منذ ثلاث سنوات دون جدوى تذكر.
وفي اتصال هاتفي لـ"الوطن" بمدير التأهيل الشامل بتبوك، أسعد أبوهاشم، للاستفسار عن سبب تأخر تلبية طلب المواطنة، أبدى استغرابه من طول المدة التي ذكرتها للطلب، مشيراً إلى أن عمل التأهيل يقوم على خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، لافتاً إلى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للتأهيل، يقوم بتوفير مركبة مجهزة لمثل هذه الحالات، ويتم صرفها خلال أشهر قليلة، إضافة إلى أن التأهيل يوفر الأجهزة اللازمة والتي يتم صرفها على الفور للمحتاجين من أصحاب هذه الإعاقات، واعداً بمتابعة قضيتها والعمل على حلها في أسرع وقت.